د. عبد الله المعيلي
يعتقد البعض أن إيران استطاعت ترويج كذبة صنعتها، وهي أن الإسلام السني هو السبب الرئيس للإرهاب، مؤكد أن الغرب انخدع بهذه الكذبة وصدقها، لكونه يجهل حقيقة الإسلام السني، فالإسلام السني هو الإسلام الحق الذي يعتمد في كل مناحي الحياة مصادر أصيلة، يعتمد على الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة المنزهين عن العبث والتزييف، فلا خرافات ولا بدع ولا ظلم ولا بغي ولا عدوان، وسطي معتدل متسامح، متوافق مع الفطرة البشرية، لم يعرف الإرهاب يوما من اليوم عبر تاريخه الطويل.
لكن الذي لا يمكن فهمه وتصديقه كون فئة من بني الإسلام السني ما زالت تؤمن بهذا الزعم المكذوب، وتؤيده في كتاباتها، وفي برامجها المرئية، وتردده باعتباره حقيقة، ومن شواهد ذلك، ذاك البرنامج غير الموفق، «صناعة الموت»، الذي يستعرض سير أناس شاذين لا يمثلون الإسلام الحق ولم يهتدوا بأحكامه المحكمة الواضحة في دلالاتها، الناهية عن كل صور الظلم والبغي والعدوان والاعتداء على الغير.
وهنا يتبادر السؤال التالي، كيف استطاعت إيران صناعة هذه الكذبة وترويجها ؟، لقد استغلت فكرة علمية في علم الأحياء «الاستنساخ» kolonag، وهي قائمة على استنساخ كائن طبقا لسمات كائن آخر، حيث يؤتى بغلاف خلية ما، بجينات الخصائص الوراثية للكائن، وتوضع في قلب غلاف الكائن الذي يرون استنساخه، بحيث يغدو مشابها لسمات الكائن المستنسخ منه، وينتمي إلى خصائصه وسلوكه، بينما هو في الأصل لا يشبه الكائن المستنسخ منه لأنه أصلا لا ينتمي إليه.
هذا ما فعلته إيران وهي تصنع المسخ المسمى «القاعدة وداعش» وغيرهما من الجماعات الإرهابية، بحيث تتبنى هذه المجموعات فكر ومفاهيم وسلوك ما يدعون عن «الوهابية» بينما حقيقتهم وسماتهم الأصلية، الإجرام والإرهاب، هم من خريجي سجون المجرم المالكي في العراق، والطاغية بشار في سوريا، ولا يخفى أن بشار هو من صنع وحول مجموعة إرهابية كانت في سجونه وجعلهم يؤمنون كذبا بأنهم متدينون، وهناك شواهد عدة على هذا وهي:
أطلق المالكي من سجونه ما يربو على الخمسمائة مجرم إرهابي وجعلهم يتبنون الفكر السلفي الجهادي كذبا وبهتانا.
أطلق بشار ما يربو على الثلاثمائة مجرم من سجونه في سوريا وجعلهم يتبنون الفكر السلفي الجهادي كذبا وبهتانا.
سلم المالكي المجرمين الدواعش الذين أطلقهم من سجونه آلاف السيارات والمعدات والأسلحة تربو قيمتها على المليار دولار.
انضم إلى داعش مجموعة من المرضى نفسيا من أبناء السنة ممن انخدع بفكرة دولة الخلافة الإسلامية.
كما انضم إلى داعش أعدادا من الشاذين فكريا من الدول الغربية والعربية والإسلامية.
حقائق ساطعة دامغة، لا يجهلها ولا ينكرها إلا من ينكر الشمس رابعة النهار، الرجاء كل الرجاء من أبناء جلدتنا أن يفهموا هذه الحقيقة، ويكفوا عن جلد المعلمين والمناهج والخطباء والدعاة واتهامهم بأنه هم صنع التطرف والإرهاب، أشهد أن من يثبت نشازه يبعد تماما عن البيئة التعليمية ويحول إلى عمل إداري، وفق الله الجميع للحق.