جاسر عبدالعزيز الجاسر
دائماً هم المنحرفون والشاذون الخارجون على القانون، والذين يعانون من خلل في سلوكهم الشخصي إذ يتجهون إلى ارتكاب المخالفات السلوكية ويمتهنون الإجرام، هؤلاء هم الذين يكونون في عداء دائم مع الوطن، ولهذا نراهم في صفوف أعداء الوطن.
فقد كشفت الإحصاءات والدراسات أن معظم الإرهابيين، إن لم يكونوا جميعاً، هم من لهم سجل حافل في امتهان الإجرام، وتاريخ طويل في تنفيذ الأعمال غير القانونية كالمتاجرة بالمخدرات، فضلاً عن تعاطيها.
يوم الخميس الماضي أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض حكماً ابتدائياً يقضي بسجن شخص تسعة أعوام بعد إدانته بتعاطي الحشيش المخدر وإساءته لولاة الأمر وإعلان ولائه لملالي إيران.
هذا الحشَّاش الذي عادى وطنه وأهله، وأعلن ولاءه لملالي إيران الذين يستهدفون الوطن ويدبرون الجرائم وينشرون الفتن في وطننا، دفعته سيرته الشاذة وسلوكه الذي لا يتوافق مع الحياة السوية إلى أن يتوجه إلى الجماعة الأكثر قرباً لأخلاقه وسلوكه المشين، فماذا تتوقع من إنسان مغيَّب طوال الوقت لإدمانه على تعاطي الحشيش المخدر غير أن يكون أداة طيِّعة في يد من يسعون لتدمير الوطن الذي يحارب البدع والفتن والأعمال الإجرامية وغير الأخلاقية؟!
حالة الحشَّاش هذا، الذي أدين وحكم عليه في الرياض يوم الخميس، لم تكن الحالة الوحيدة لأوضاع الإرهابيين من أمثاله، فالذي يتابع وقائع محاكمات الإرهابيين التي تمت مؤخراً يجد العديد ممن هم على شاكلته، وقد كشفت التحريات والمعلومات التي جُمعت عن الذين يقومون بالأعمال الإرهابية والإجرامية في مدينة العوامية في محافظة القطيف في المنطقة الشرقية، أن أغلبهم ممن يمتهنون عمليات التهريب والمتاجرة وترويج المخدرات وأنهم وجدوا دعم نظام طهران وممثلي ملالي إيران ومساعدتهم في تنفيذ أعمال التخريب والإرهاب في جزء من وطنهم يسهل عليهم تنفيذ أعمالهم الإجرامية فيه.
فبالإضافة إلى تزويدهم بالمخدرات وتسهيل تهريبها عبر الأراضي الإيرانية وإيصالها إليهم في الأراضي السعودية، يتم أيضا تزويدهم بكميات كبيرة من المتفجرات والأسلحة والعبوات الناسفة، وفي مقابل تزويدهم بالمخدرات دون مطالبتهم بثمنها يطلب منهم تنفيذ الأعمال الإرهابية وتنفيذ العمليات الإجرامية باستهداف رجال الأمن وتدمير المباني الحكومية، وحتى التعرض للمواطنين الشرفاء الذين يرفضون مجاراتهم في إجرامهم والعمل ضد وطنهم خدمة لأطماع أعداء البلاد والأمة الإسلامية.
مثل هؤلاء، ومن على شاكلتهم هم الذين تجندهم إيران لنشر الفتن وتدمير استقرار البلدان العربية، وعلى شاكلتهم أيضاً نرى أقراناً لهم في لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين، إذ يشكلون تجمعاً إجرامياً من أصحاب السوابق والمدمنين والذين على استعداد لتحقيق كل ما يطلب منهم لتلبية طلباتهم من المخدرات والحشيش المخدر، ولذلك نرى خروجاً عن المألوف في سلوكهم، وتمادياً غير مسبوق في خيانة أوطانهم.