سعد الدوسري
ما صرَّح به الناطق الرسمي لوزارة الداخلية عن الحسابات الخارجية التي تروِّج للإحباط عبر وسائل التواصل الاجتماعي يدعو إلى التأمل الشديد؛ فهذه الثقافة منتشرة بين الكبار والصغار، على الرغم من أن هناك ما يدعو للتفاؤل في العديد من أوجه الحياة. وقد لا يعني هذا أن تلك الحسابات نجحت في مبتغاها. قد تكون ساهمت في ذلك، ولكن السبب الرئيس هو أننا لا ننظر إلى بعض الإيجابيات التي بدأت تظهر على السطح، بل نركز فقط على حجم السلبيات الراهنة.
- هل هناك مجتمع في العالم بلا سلبيات؟! هل هناك مجتمع في الدنيا لا يزخر إلا بالإيجابيات؟!
- كيف يمكن أن نؤسس الثقافة الإيجابية، التي تنظر للمظاهر السلبية على أنها عابرة لا محالة، وعلى أن المظاهر الإيجابية سوف تستمر؟!
لكي نحقق ذلك في مجتمع يسيطر عليه الشباب؟ علينا أن نزرع الإيجابية زرعًا في نفوس الأطفال؛ فهؤلاء هم من سيقودون المشهد في القريب العاجل، وحين تسودهم حالة الإيجابية سيخففون من سلبية الكبار في السن لا محالة، وستنتشر حالات التفاؤل والأمل وحسن الظن.
ما يحدث في الغالب أننا لكي نحارب هذه الحسابات الخارجية نحاول فقط أن نعريها ونكشفها أمام الملأ. هذا وحده لا يكفي. يجب أن نعمل كما يعملون، وأن نجتهد في عملنا كما يجتهدون. يجب ألا يكونوا في خانة الهجوم. نحن من يجب أن نهاجم.