خالد بن حمد المالك
هل كُتب على العرب أن يكونوا بهذا الهوان، وتضيق بهم الدنيا على سعتها بفضل تصرفاتهم، وأن يتنادوا في استحضار الهزائم، وتهيئة الأجواء لإيجاد بيئة من عدم الاستقرار ليستظلوا بها؟
* *
ما الذي جعلهم نهباً لأطماع الغريب، وهدفاً لإضعافهم وإنهاكهم، وقتل أي طموح من أن يتوالد بينهم فيجعلهم شعوباً ودولاً حية كباقي شعوب ودول العالم، يعتمدون على أنفسهم، ويساهمون في خدمة وازدهار دولهم؟!
* *
هناك سؤال أزعم أنه يغرق العقلاء منّا بتفرعاته وآثاره المدمرة، وهو: هل منّا من فكّر بواقع حاله، وبالتحديات المستقبلية التي تنتظره، وكذا بانعكاسات ما نحن فيه من واقع مُر على مستقبل أحفادنا في ظل جو مشحون بكل هذه الصور المأساوية.
* *
لحظة من فضلكم، دلوني على شمعة متاحة لأنير بها الطريق نحو مستقبل أمتنا، فأغمس بها حبر قلمي بما يزيل هذه الصور المتراكمة عن وضع عربي شديد التأثير على ما يمكن فعله لإيقاف هذا التدمير المتعمد والقتل المستمر فيما بيننا.
* *
لا أسألكم عن جواب لأسئلة كثيرة تتوارد في خواطرنا، وكل منّا يحاول أن يهرب من موقع المسؤولية، ومن مكان الاتهام، ويلقي بآرائه، وتنظيراته، وكأنه غير معني بهذه المجازر، والتدمير الذي مسّ كل جميل في دولنا.
* *
ولا أسألكم هل من نظرة متفائلة على ما هو آتٍ في ظل هذه الأجواء الملبدة بكل ما هو مؤلم وقاتل، ولا عن هذه الغيوم حالكة السواد التي تعصف بنا، وتغيّب عنّا المسار الصحيح نحو المستقبل الذي لم يعد تحديد معالمه بأيدينا، في ظل هذا التطاحن، والصراعات التي لا أول لها ولا آخر؟
* *
أسئلة في العمق، شديدة المرارة، صادمة كلما تذكرنا الحال الذي نمر به، أسئلة مقلقة متى فكرنا بما تحمله من استنهاض للنخوة والحكمة والقرار الصحيح الذي غاب أو غُيّب، ولم تعد لدينا القدرة للوصول إلى آلية لتحسين صورة حالنا بأفضل مما هي عليه الآن من سوء.
* *
تتكاثر الأسئلة، وتتوارى الإجابات، ويتصدر الخجل، وظاهرة عدم المبالاة، المشهد دون تفكير منا بما هو أبعد مما يمكن أن نكون عليه في المستقبل بكل تداعيات الحاضر، وتأثيره مستقبلاً على ما يلوح بوضوح لكل المدركين والعارفين والمتابعين من خطورة مدمرة، ومن وضع مأسوي قادم.
* *
هل من منقذ لواقع دولنا العربية، هل من أمة تلتئم صفوفها ومواقفها حوله، وتكون مصلحة دولنا وشعوبنا أولاً وفي الصدارة، بدلاً من هذا التشرذم، وبديلاً لهذا الوضع الذي نمر به، فأين هو هذا المنقذ، وهل نحن على موعد مع ما يغير هذا الواقع المرير، لعل وعسى!!