سُعدت كثيراً وعانق عقلي وقلبي عنان السّماء حين قرأت «تبرعكم بباقي الهلل دعم لإخوانكم المحتاجين» في أحد الأسواق الكبرى، الأسواق التي نفتخر بوطنيتها وحبها للوطن والشفافية التي تتميز بها، حين أعلنت أسماء الجمعيات الخيرية التي سُلمت لها تلك التبرعات، أكثر من مليون ريال ما تم جمعه من عملاء ذلك السوق الكبير وخلال أكثر من سنة بقليل. أليس هذا جميلاً وكم من تلك الأسواق التي تسلك هذا الطريق السليم الطريق الإنساني الذي يثلج الصدر. باقي الهلل بالنسبة للعميل ربما لا تعني له شيئاً فتبرع بها إذا شاء وهي من موازين حسناته.
التبرع بالقليل التبرع بالهلل يعني الكثير مع الزمن، وهذا ما أحث به عملاء الأسواق الكبرى ، تبرعوا بالهلل ولا تبخلوا على أنفسكم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ما من يومٍ يصبح العبادُ فيه إلاَّ مَلَكانِ ينزلان، فيقول أحدهما: اللهمَّ أعطِ مُنفقًا خَلَفًا، ويقول الآخَرُ: اللهمَّ أعطِ مُمسكًا تَلفًا))؛ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. إن التبرع ببضع هللات يسع مئات المحتاجين في الجمعيات الخيرية. هاشتاق باقي هلل بإذن الله سوف يفتح أبواباً ونوافذ مغلقة فلماذا نغلقها.
نحن بحاجه إلى هذه المبادرات الصغيرة الكبيرة في تأثيرها الاجتماعي والنفسي في كافة الأسواق الكبرى، والملاعب الرياضية، والأندية الرياضية والثقافية، والمجمعات السكنية والجامعات والمدارس الحكومية والخاصة ومحطات الوقود والصيدليات والمطاعم والبنوك التجارية التي تربح ملايين الريالات من حساب عملائها الجارية، تبرعوا بهلل بضع هللات إنها تسعد الآخرين الذين يدعون لكم بالصحة والسعادة.
ابدأ لا تشككوا بمصير بباقي الهلل عند الشراء، شركتان في أسواقنا المحلية جمعت أكثر من 12 مليون ريال من باقي الهلل خلال سنة وماذا جمعت في عام 2016. ما عندنا هلل.. خذ بداله «علك» لماذا العلك لماذا لا نتبرع؟ في بعض دول الغرب هذا المفهوم ليس في قاموس العميل، فهو يطالب بكل بنس أو أي عملة أخرى فلماذا لا نتبرع ونسعد ونسعد الآخرين. قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاة طَيِّبَة وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ .
ثقافة باقي هلل ثقافة حبذا لو تغرس في قلوب وعقول الجميع، جميع طبقات المجتمع، وقبل هذا تغرس في قرارات مسئولي الأسواق الكبرى وكل ما جاء ثنايا مقالي. هللة أصغر عمله معدنية لكنها لها وقع كبير حين تجتمع مع ملايين الهللات فلا تقللوا من أهميتها. اقتبس (ليس الجود أن تعطيني ما أنا أشدّ منك حاجة إليه، وإنما الجود أن تعطيني ما أنت أشدّ إليه حاجة مني) جبران خليل جبران.
وختاماً أحث العملاء الزبائن الجمهور الرياضي والإنسان، حيث ينفق في الشراء تبرعوا بباقي الهلل، تبرعوا فتبرعكم يصب في نهر الدعم للجمعيات الخيرية وفي كافة مناطق مملكتنا الحبيبية، مملكة الإنسانية والرخاء والأمن والأمان.