سليمان الجعيلان
في الأسبوع الماضي وبعد أن حسم فريق الهلال تحقيق بطولة دوري جميل انهالت على إدارة وجمهور نادي الهلال عبارات التهاني وتغريدات المباركة على تحقيق الدوري رقم 14 من بعض الأندية المحلية والخارجية وعدداً من الشخصيات الرياضية العالمية والاتحادات الدولية، وتصدرت صورة الفرحة التي جمعت رئيس نادي الهلال الأمير نواف بن سعد ومدرب فريق الهلال الأرجنتيني دامون دياز غلاف أكبر الصحف الأرجنتينية وبعض مواقع الأخبار العالمية في تأكيد بأن لعبة كرة القدم هي أسهل واقصر وسيلة لتحقيق التقارب بين الشعوب وإزاحة الحواجز الجغرافية والسياسية وتلاقي الأفكار وتمازج الثقافات وتبادل الخبرات، وفي إثبات أن الرياضة أصبحت مرآة للشعوب تعكس شخصيته وثقافته وهذا ما يفرض على الرياضيين السعوديين أن يقدموا أنفسهم للآخرين بأبهى صورة وأفضل طريقة ليس في نتائج المباريات وتحقيق البطولات وحسب بل حتى في المناسبات الرياضية والاحتفالات الجماهيرية!!..
وهنا أسأل وأتساءل لماذا هذا الارتباك وهذا الاضطراب في موقف رابطة دوري المحترفين في التعامل بمسؤولية وجدية مع تتويج فريق الهلال بكأس دوري جميل يوم الخميس القادم الموافق (04 مايو 2017) في مباراته أمام فريق النصر، ولمصلحة من يظل المشهد ضبابيا وغير واضح حول كيفية خروج (مدرجات) مباراة الديربي بمنظر لبق وطريقة إخراج حفل التتويج بمظهر لائق خاصة عقب التهديدات النصراوية في عدم التنازل عن الـ 50 في المئة من مقاعد جمهور النصر في ليلة تتويج الهلال لا أقول عند الجمهور بل بكل أسف حتى لدى المسؤول؟!..
وهل يُعقل أو يُقبل أن تصبح سمعة الرياضة السعودية وتشويه منظر مدرجاتنا الرياضية في المناسبات الخاصة والحالات الاستثنائية رهينة إرضاء مسؤولي بعض الأندية وإشباع غرور تعنت بعض الشخصيات الرياضية، ولاسيما أن هذا الديربي التاريخي وهذه المباراة (الاستثنائية) بين الهلال والنصر ستشهد متابعة جماهيرية عالية داخلياً وخارجياً وتغطية إعلامية كبيرة محلية ودولية؟!..
حقيقة وبكل صراحة وبكل تجرد كان المنتظر والمفترض من اتحاد عادل عزت ورابطة دوري المحترفين التعامل مع هذه المناسبة الخاصة وهذه القضية الحساسة والتي تعني وتهتم بسمعة الرياضة السعودية بمسؤولية وأكثر جدية، لكي تصبح سمعة الرياضة السعودية واقعاً وملموساً في كل المواقف ولا تتغير أو تتبدل حسب المصالح من خلال إيجاد حلول جادة وقرارات قوية وحازمة تلزم كل الأطراف بالمساهمة بتقديم صورة مشرفة عن رياضة كرة القدم السعودية والمشاركة بتقديم منتج كرة القدم السعودية (دوري المحترفين السعودي) بطريقة رائعة أمام الصحف العالمية ووكالات الأنباء الدولية التي ستحضر بكثافة وتدون الحدث وتنشر الصور لكل دول العالم؟!..
على كل حال لم ولن أطالب اتحاد عادل عزت، ولم ولن أناشد رابطة ياسر المسحل بكسر اللوائح وخرق الأنظمة كما حدث في موسم (2014) عندما بارك وأيد اتحاد القدم السابق ورابطة المحترفين السابقة بأن يلعب فريق النصر مباراتين أمام التعاون في الدوري على أرض النصر ذهاباً وإياباً، بحجة (الشرخ) المزعوم في صالة المؤتمرات الصحفية في ملعب الملك عبد الله في بريدة، وإنما أرجو وأتمنى من رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة الاستاذ محمد آل الشيخ أن يفرض على الجميع احترام سمعة الرياضة السعودية ويرفض تشويه منظر المنافسات السعودية أمام وكالات الأنباء العالمية والاتحادات الرياضية الدولية، ولا يسمح للمحتقنين والمتأزمين في إظهار نصف مدرجات استاد الملك فهد ممتلئة ومتوشحة باللون الأزرق ومبتهجة بالدوري رقم 14 للهلال وإخراج النصف الآخر من المدرجات خالية.
بكل تجرد النوايا الحسنة تكسب
لأن النوايا الحسنة تكسب دائماً وأبداً فقد كسبت النوايا الحسنة في موقفين واضحين ومتقاربين رأيت من باب المسؤولية الإعلامية والنصيحة الأخوية للوسط الرياضي أن أتطرق لها واكتب عنها، لما فيها من موعظة وعبرة لكاتب هذه السطور أولاً وللقارئ الكريم ثانياً.. الموقف الأول عندما حاول المحتقنون والمتأزمون تشويه انتخابات اتحاد كرة القدم والطعن في نتائجها بحجة وجود خمسة أصوات للجنة الأولمبية السعودية هي من سترجح حظوظ فوز عادل عزت بالانتخابات، ولكن في النهاية أُسقط في يد أولئك المحتقنين والمشككين بعد أن سحب رئيس اللجنة الأولمبية السابق الأمير عبد الله بن مساعد أصوات اللجنة الأولمبية من التصويت على اختيار رئيس وأعضاء الاتحاد السعودي، ومن ثم فاز عادل عزت بالانتخابات وبفارق كبير عن منافسه!!..
أما الموقف الثاني عندما حاول نفس المحتقنين والمشككين في التأثير على مسار قضية اللاعب عوض خميس، وحاولوا كثيرا في الضغط على مدير إدارة الاحتراف المهندس طارق التويجري وسربوا بأن تحركاته وقراراته في قضية اللاعب عوض خميس كلها ستصب في مصلحة نادي الهلال، ولكن من حسن حظ الهلاليين أن طارق التويجري استقال من اتحاد القدم، ثم صدرت القرارات المعنية بالقضية من مجلس إدارة الاتحاد السعودي برئاسة عادل عزت بعقوبة نادي الهلال بغرامة مالية فقط قد يراها بعض الهلاليين أنها مجحفة ولكن في النهاية هي أفضل وبكثير من حرمان الهلال من تسجيل لاعبين محترفين في الفترة الصيفية كما أرادها واقرها نائب رئيس نادي الهلال السابق المهندس طارق التويجري!!.