فهد بن جليد
كل مُغرَّر به، أو مُتعاطف، أو مُتورط مع (تنظيم داعش) الإرهابي، عليه أن يقرأ بفطرة سليمة، وبعين فاحصة، ووفق ما جاء به ديننا الإسلامي الحنيف ما أقدم عليه أفراد خلية (استراحة الحرازات) الإرهابية بجدة، عندما نحروا أحد عناصرهم (بوحشية)، بقطع رقبته دون اكتراث لتوسلاته ورجاءاته، لشكِّهم في أنَّه ينوي القيام بتسليم نفسه للجهات الأمنية.
هذا الفعل يؤكد منهج التنظيم الضال في الخيانة والوحشية والهمجية حتى مع عناصره وبمزاجية واضحة من أفراده، عندما غيَّبوا إعمال عقولهم، لتُسلب إرادتهم بتسول موافقة أو تبريرعلى قتل زميلهم من قيادة تنظيم ضال خارج البلاد، ومن ثم التخلي عن أبسط الحقوق الآدمية، بتركهم جثته تتعفن في نفس المنزل، حتى انبعثت روائحها الكريهة، ليتخلصوا منها بعد ذلك بلفها في سجاد، ونقلها وإلقائها في حفرة بإحدى زوايا الاستراحة وردمها، في مشهد (حيواني بهيمي) تقشعر منه الأبدان، يدل على أن عقول هؤلاء مُعطلة، وضلالهم آكد من الشمس في رابعة النهار، ولا يمكن لعاقل مُسلم يوحد الله بقلب سليم صادق، ولا لمتبع منهج محمد- صلى الله عليه وسلم- بفطرة سوِّية صحيحة أن يتعاطف أو يتقاطع مع أصحاب مثل هذا الفكر والفعل، في منهج أو قضية.
النتائج المهمة التي كشفت عنها وزارة الداخلية (أمس الأول)، حول بعض تفاصيل هذه الخلية الإرهابية، تستحق شكر الله عز وجل أولاً على توفيقه المُستمر والمتواصل لرجال الأمن ليقوموا بدورهم في حماية هذا الوطن وأهله، وتجنيبه شرور وأحقاد هؤلاء الضالين المُضلين باسم الدين وهو منهم براء، ومن ثم شكرنا وتقديرنا لوزارة الداخلية وجميع مُنتسبيها على ما يبذلونه من جهود كبيرة، ومضنية، لا تعرف الكلل ولا الملل، استحقت الإعجاب والثناء ليس من السعوديين والمقيمين وحدهم، بل إنَّ خطوات مكافحة الإرهاب في المملكة وقوة تأثيرها، مع جهود مُعالجة هذه الظاهرة - بكل شفافية - وبإعلان المعلومة والحقيقة دون تزييف أو مواربة، باتت نموذجاً احترافياً مهنياً ينظر إليه الغرب والشرق بعين الإعجاب والتقدير، ليقف الجميع احتراماً لتعلم مفردات الحدث، ومُجريات التحقيق، وشفافية الإعلان، بصدق التوكل، وعزم الرجال.
وعلى دروب الخير نلتقي.