سعد الدوسري
لا يمكن قبول سلوك البعض في اعتبار الشأن العام، شأناً خاصاً، يتم استغلاله بشكل انتهازي، لتصفية الحسابات الشخصية أو مشاعر الضغينة الذاتية. حين تكون هناك قرارات جديدة، تخص الوظائف العامة، فعلينا التعاطي معها، على أساس أنها مناصب إدارية حكومية، وليست مكتسبات شخصية، تُسلب من أحد لكي تُعطى لأحد. وأن الأحد الذي حُرِمَ منها، يستحق الشماتة والتندر والسخرية والاستهزاء.
كل المقاطع المصورة، أو التدوينات المكتوبة، والتي تناوت بالإساءة، مسؤولين سابقين، أساءت في الواقع لمن ظهر فيها، أو لمن كتبها. المسؤول موظف شغل الرأي العام لفترة، ثم سيختفى، ولن يعود يذكره أحد، فالجميع سيكون مشغولاً بالمسؤول الجديد. لذلك، فمن الأفضل أن نتحاشى توجيه الرسائل السلبية للذين غادروا مناصبهم الحكومية، أو حتى للذين لا يزالون على رأسها، والتركيز على تقديم رؤية نافعة، يستفيد منها المسؤول القديم أو الجديد، ويستفيد منها غيرهم.
ذلك الشاب الذي ظهر في مقطع فيديو، وهو يوجه سيلاً من الكلام غير المسؤول وغير الأخلاقي، لأحد الوزراء الذين احتفظوا بحقائبهم بعد الأوامر الأخيرة، لا يمثل الرأي العام الملتزم بالموضوعية واحترام وجهات نظر الآخر، مهما كانت سلبية. هو يمثل الظاهرة المستجدة، التي تريد أن تحظى بشعبية وجماهيرية، على حساب القيم الاجتماعية البناءة. هو لا يهمه ردة فعل طفل يشاهد هذا المقطع، ولا يهمه الانفعلات السلبية التي يخلقها فيه.