خالد بن حمد المالك
التغيير الإيجابي الذي مس الإدارة التقليدية المترهلة هو أحد ما يميز أسلوب الأمير محمد بن سلمان في العمل، بما في ذلك خدمة هذا الأسلوب إعلامياً بمثل ما اطلع عليه المواطنون مساء أمس في لقائه المتزامن الذي عرض في كل من القناة السعودية الأولى وقناة ام بي سي.
* * *
ففي منهجه وتوجهه نجد التغيير في الأشخاص، ودورة العمل، والتجديد في الأفكار والرؤى، وخلط الخبرة البشرية بكل تجاربها وخبراتها مع طموح الكفاءات الشابة بكل تميزها العلمي ومواهبها وقدرتها على مواجهة التحديات بكثير من العمل والإبداع.
* * *
الأمير الشاب تعود أن يدخل متابعيه في كل أجواء التفاصيل عن مستقبل الدولة حين يتحدث لوسائل الإعلام المحلية والخارجية، فهو حاضر دائماً وجاهز في كل حين ليجيب عن أسئلة الإعلام الأجنبي، بما يلبي ويصحح ما تنشره هذه الوسائل عن المملكة وهو في جانب آخر لا يغيب صوته ورأيه عن مواطن الداخل، حيث يضعه في صورة ما يجري في الوطن من برامج وخطط.
* * *
ما يعنيه هذا التوجه الجميل في الاستراتيجيات المستقبلية من محمد بن سلمان، أنه يريد أن يتعرف على آراء ووجهات نظر المواطنين، من خلال هذه الشفافية التي يتحدث بها عن مستقبل الوطن، بحيث أعطى مساحة واسعة للرأي والرأي الآخر، وجعل من المواطن عامل دفع نحو البرامج والمبادرات التي يقودها بتوجيه من الملك.
* * *
الأمير محمد غيّر ما تعود المواطن عليه بحيث أصبح على علم ومعرفة بكل ما يجري في أروقة صناع القرار بالدولة، وعلى مسافة قريبة جداً من المسؤول والمسؤولية، ما جعله «أعني المواطن» يتحدث مستفيداً من مناخ الحرية المتاح له، ومتفاعلاً من خلال وسائل الاتصال الحديثة والتقنية العالمية.
* * *
هناك تحديات تواجه المملكة بسبب الانخفاض الحاد في أسعار النفط، وانكماش الاقتصاد، وما تبعه من ركود في الدورة الاقتصادية للبلاد، بسبب المتغيرات الاقتصادية على مستوى إيرادات الدولة، مثلها في ذلك مثل جميع دول المنطقة، بل ودول العالم.
* * *
ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، تحدث عن كل شيء، وفي كل محور لامس ما يهم المواطنين، ولم يخف أو يناور على شيء له علاقة أو أثر في الحالة التي تمر بها المملكة، وفي كل محور أخذنا الأمير في سياحة مطمئنة إلى كل ما يهمنا، وكله ثقة وأمل وتطلع نحو ما هو أفضل، دون أن تشعر من بين كلامه على ما يوحي بأن هناك أي غموض أو خوف فيما هو مستهدف أو مخطط له في المرحلة القادمة.
* * *
تحدث عن الاقتصاد، والسياسة، وفاض حديثه عن الأمن، وشمل اللقاء كلاماً عن علاقات المملكة بدول العالم، وأوضح الأمير ما كان موضوع تساؤل من هموم وطنية، وغير ذلك، مما يعد مكاشفة لا يقوم بها إلا من يمتلك الثقة بمواقف المملكة وسياساتها، وهذا بعض ما يسجل بإعجاب عن لقاء الأمير مساء أمس كما هو في لقاءات سابقة.
* * *
بعد كل هذا يمكن القول: إن المواطن خرج بانطباعات إيجابية، وأن حديث الأمير جاء في وقته المناسب، وتزامن مع رغبة لدى المواطنين بأن يتعرفوا على ما تحدث به سموه، وأن اللقاء جاء وكأنه تم استجابة لدعوة منهم، وتلبية اقتضتها المستجدات في الساحة المحلية والدولية.
* * *
وفي النهاية، فإن ما هو مطلوب أن تتكرر هذه اللقاءات، وأن تترجم أعمال الدولة وبرامجها وخططها من خلال الحديث مع مسؤول فاعل هو محمد بن سلمان، إذ إن الحديث حين يكون لمن ذا صفة عالية في المسؤولية، وفي ذات الوقت من يكون لديه الاستيعاب لكل ما تم حتى الآن، لكونه من يقود هذا التغيير الكبير من خلال ترؤسه للجنة الاقتصادية والتنمية، فهو ليس من يقود هذه اللجنة «فقط»، وإنما هو من يوجهها ويرسم لها خططها، ويتابع مع أعضائها التنفيذ لما يتم الاتفاق عليه.
* * *
لقد جاءت الردود الإيجابية سريعة متجاوبة ومتفاعلة مع ما قاله الأمير، وعبرت في مجملها عن أن الحديث كان هادئاً وموضوعياً وصادقاً، وأن الأمير وضع المواطنين في أجواء الاستراتيجيات والبرامج ورؤية المملكة التي سوف تتحمل قيادة المملكة رسم دولة تنسجم مع العالم في كثير من توجهاتها، حتى تضمن مقاعد لنا في العالم الأول والصف الأول.
* * *
إن أي كلام عن لقاء الأمير محمد لن يوفيه حقه في التحليل والقراءة الصحيحة خاصة حين يكون في حيز صغير وفترة زمنية قصيرة حيث أكتب خلالها هذه الكلمة المتواضعة بعد انتهاء اللقاء مباشرة لتلحق بالمطبعة قبل دورانها، لكن حسبنا أننا ننشر الآن في صفحات أخرى من الصحيفة تغطية كاملة لحديث سموه، وأن الفرصة ستكون متاحة لكثير من الكتاب والمفكرين والباحثين ليقولوا رأيهم لما استمعوا إليه من الأمير، وهذا يعفيني ويعفي غيري ممن سيكتب عن اللقاء بعد انتهائه مباشرة، بما لن يستطيع أن يقدم قراءة كاملة لكل المحاور التي كانت موضع اللقاء المشترك بين الإم بي سي والقناة السعودية الأولى، فشكراً سمو الأمير إذ نورت المواطنين وغير المواطنين بما يجب أن يقال لهم عن هذا التغيير الإيجابي في سلم الأولويات لمواجهة التحديات التي يتطلب من قيادة الملك سلمان أن تهزمها بالتخطيط والعمل الجاد وبالقضاء على الفساد أينما وجد.