عثمان أبوبكر مالي
يُضّيق تأخر حسم القرار في نادي الاتحاد بشأن مستقبل مجلس إدارته الخناق على العمل في النادي الكبير، وينذر بالمزيد من الصعوبات الكبيرة التي يعيشها والتي تقلق مسيرييه وأنصاره وتضغط وتؤثر على مستقبله، وموقفه من الاتحاد الدولي لكرة القدم الـ(فيفا) والعقوبات التي تهدده وقد تسقطه إلى الدرجة الأولى، إذا تأخر أكثر في التعامل معها، وفي تسديد الدفعات الواجبة والمقرره، والالتزام بالقرارات اوالاتفاقيات والجدولة، من أجل حمايته ومنع المزيد من العقوبات، في حال التأخر بالإضافة إلى احتمال (خسارته) للاعبي فريقه الكروي المحترفين الأجانب؛ إذا لم يبادر إلى (التخليص) معهم بعد الإتفاق المبدئي وتقديم (الدفعات) المالية المطلوبة.
كان المنتظر أن يكون الموقف تحدد وصدر القراريوم الأحد الثالث والعشرين من أبريل الماضي، قبل صدور الأوامر (الملكية السامية) والتي شملت رئاسة الهيئة وجاءت برئيس جديد خلفا للأمير عبدالله بن مساعد، وكان من الطبيعي جداً أن يتأخر القرار.
تأخر القرار أمر في صالح النادي على اعتبار المتغيرات الجديدة، خاصة إذا كان ذلك يعني إخضاعه لمزيد من التمحيص بما يتوافق مع رؤية الرئيس الجديد وتوجهه وفهمه لمتطلبات المرحلةالقادمه وفق نظرته، وقبل ذلك احتياجاته ومصلحته.
بالنسبة للمصلحة.. شخصياً أذهب مع المنادين بالتجديد واستمرار الإدارة الحالية عاماً آخر (على الأقل) ليكون هناك بعض الاستقرار الإداري الذي لم يعشه النادي طيلة أكثر من عشر سنوات، اقتعد خلالها كرسي الرئيس عشرة أسماء (ما بين منتخب ومكلف) ولتكمل الإدارة خطوات العمل التي بدأتها، وتنهي سريعاً الأمور العالقة بسبب تأخر القرار، أما الانتخابات الإلكترونية وهي مطلب البعض فإن إقامتها في الظروف الحالية (ضرب من الخيال) لعدم الجاهزية وعدم وضوح الآلية، وأيضاً عدم وجود الأرضية المناسبة، ولا الثقافة المشجعه والمؤهلة للنجاح، وكل ذلك سيتحقق مستقبلاً، بعد أن تعمل الإدارات المعنية في الهيئة عليها وتقوم بدورها، وأيضاً تعمل عليه الإدارة الاتحادية إذا استقرت عاماً آخر، وتسهم في (التجهيز) المطلوب لانتخابات إلكترونية حقيقية (نزيهة) وعادله تحقق الأهداف، ولا تكون مجرد (شعارات) ترفع لإرضاء أطراف أو امتصاص غضب أطراف أخرى أو حتى إشعال الموقف بين الأطراف الاتحادية.
كلام مشفر
* من واجب إدارة الاتحاد أن تسعي لملاقاة معالي رئيس الهيئة الأستاذ محمد آال الشيخ وتقديم ملف يتضمن كامل المعلومات والحيثيات والموقف المحلي والدولي للنادي، والأعمال التي أنجزتها خلال فترتها القصيرة، والخطوات والبرامج التي أعدتها للفترة القادمه، حتى تكون الصورة كاملة وواضحه من غير نقصان.
* غداً يخوض الفريق الاتحادي آخر مبارياته في الموسم الرياضي الحالي، وهو موسم حافل بالعطاء والإنجازات وتحقيق (الهدف) السريع الذي أعلنه رئيس النادي، وهو استعادة هيبة الفريق، والعودة إلى اعتلاء منصات التتويج.
* أما الهيبة فهي مؤكدة، وحتى مباريات الغد ونتائج المنافسين قد يعود الفريق إلى وصافة الدوري، وأما صعود المنصات فقد تأكدت بتحقيق أول بطولات الموسم الكروي المحلي؛ بطولة كأس سمو ولي العهد -يحفظه الله-.
* والعودة والهيبة لم تكونا مع فريق كرة القدم فقط، وإنما حتى على صعيد الفرق السنية تغير حالها ومستوياتها ونتائجها، ففريق الشباب (مثلاً) حل رابعاً وكان في الموسم الماضي سادساً، وفريق الناشئين حصد أكبر معدل نقطي خلال آخر عشر سنوات، وكلها ليست طموحاً ولكنها مؤشرات تحسن وارتقاء العمل.
* حتى الألعاب المختلفه واصلت صعود منصات التتويج وحصد الألقاب مثنى وثلاث ورباع، والانتعاش أصبح ظاهراً في كل أروقة النادي وبشكل واضح جداً، عكس ما كان عليه خلال السنوات الماضية، رغم العوائق والصعوبات التي تواجهها الإدارة.
* يؤيد ويطالب كل الاتحاديين إدارة النادي ضرورة الإسراع إلى تجديد عقود المحترفين الثلاثة وتمديد استمرارهم عاماً آخر على الأقل، نظير ما قدموه من أداء ومستويات، وإسهام كبير في أداء ومستوى الفريق ونتائجه وفرض وجودهم.
* والأمر يتطلب في نفس الوقت تنبيه اللاعبين، بل التشديد عليهم بأن يكونوا محترفين (حقيقيين) في تصرفاتهم وعلاقاتهم خارج النادي، واحترام اسمه ومسؤوليه وجماهيره، والانتباه لحركاتهم وتحركاتهم ايضا المحسوبة عليهم وعلى النادي معاً.
* بادرة جميلة جداً تلك التي أقدم عليها الاتحاد السعودي لكرة القدم في حفل تدشين شعاره الجديد؛ بدعوته نجوم الأجيال الماضية، ممن شاركوا في صناعة تاريخ ومجد الكرة السعودية، فكانت إطلالتهم مبهجة ومسردة في الأذهان شريطاً لامعاً من الذكريات والعطاءت ونتائج الذهب، ولعلها تكون بداية التقاء أوسع بين الاتحاد وهذه الأسماء وغيرها والاستفادة من أفكارها وخبراتها عملياً.