د. عبدالرحمن الشلاش
الاستراحة في حياة معظم السعوديين من الأمور الأساسية لديهم. لا تكاد تجد أحدهم دون أن تكون لديه عضوية دائمة في إحدى الاستراحات المنتشرة في مدن وقرى وأرياف المملكة، أو من روادها كزائر في أوقات الفراغ.
الاستراحة لمن لا يعرفها مكان معد للاجتماعات سواء العائلية أو شلة الأصدقاء والزملاء أو الأقارب عند نهاية الأسبوع، أو حتى طيلة أيام الأسبوع، وقد تكون مملوكة لشخص واحد أو لعدة أشخاص بالشراكة بينهم، وقد تكون مستأجرة ليوم واحد أو طيلة أيام السنة. وتتكون من غرف للجلوس أو حتى للنوم، ومكان للطبخ وآخر للأكل وفي بعضها مسابح أو ملاعب لكرة القدم.
من مميزات الاستراحة أنها مكان جيد للتواصل مع الأقارب أو الأصدقاء أو حتى الناس الآخرين، وأنها مكان جيد للتعارف والترفيه عن النفس، وقضاء وقت الفراغ بما يفيد ويروح عن النفس بعد عناء يوم أو أسبوع من العمل أو الدراسة، وهي بذلك تختصر من الوقت الكثير كون الناس يلتقون في مكان واحد يجنبهم زيارة من لهم حق في بيوتهم.
لكن أيضا لبعض الاستراحات سلبيات خصوصا تلك التي تتحول لأماكن تجمع مريبة مضرة بالمجتمع وهي بذلك تخرج من المسار الجميل لها إلى مسار غير جيد، لكن الحالات الفردية على العموم ليست مقياسا للتعميم!
لن أسهب كثيراً في وصف الاستراحة وتعداد مزاياها وعيوبها كي لا أخرج كثيرا عن فكرة المقال الأساسية والتي جاء تلخيصها تحت العنوان «شلة الاستراحة»، وأعني بذلك تلك الاستراحات التي قامت على مبدأ الشللية. شلة من الموظفين في دائرة واحدة أو عدة دوائر وهذه تكون أشمل وأعم، وشلة من رجال الأعمال أو من العاملين في مؤسسات القطاع الخاص، أو مجموعة كبيرة تمثل شلة ضخمة جدا ممن يعملون في قطاعات متعددة قد يكون بينهم مجموعة من مسئولين كبار ومديري عموم يجتمعون كل ليلة قد يجمعهم الحديث حول شجون العمل أو الحياة، وقد يجمعهم الترفيه لممارسة لعبة البلوت أو ما تسمى «الورقة» وهي منتشرة بين السعوديين بشكل كبير وقد يجمعهم التعارف أو المصالح. من رواد تلك الاستراحات الباذخة من استفاد بشكل مباشر فكون صداقات كانت مساعدة له لخوض غمار الحياة بقوة رغم الضعف وقلة الحيلة، وكذلك قضاء الحاجات والمصالح الخاصة.
إذا كنا نعاني من الشللية في أماكن العمل فإن الشللية في الاستراحات أكثر خطورة فقد تدفع بأشخاص لأماكن مؤثرة لا يملكون من مؤهلاتها إلا العلاقات الوطيدة مع شلة الاستراحة، أو يحصلون من ورائها على مكتسبات لا يستحقونها!