سعد بن عبدالقادر القويعي
فاعلية المسؤولين الحازمة في وزارة الداخلية السعودية تجاه القضايا الأمنية المختلفة، تمثلت -هذه المرة- في التوصل لكافة المتورطين في هجوم «المسجد النبوي»، وذلك بفضل الخطوات اللازمة؛ لتحسين القدرات، وجمع المعلومات الاستخباراتية؛ حتى أصبح -من المؤكد- أن يلقى الإرهاب هزيمة شديدة على امتداد الساحة المحلية، بعد أن تكسرت مجاديف الإرهابيين على يد سواعد رجال الأمن البواسل، وتهاوت مبادئ أفكارهم المنحرفة، ومنهجهم الضال بالتصدي الفكري، والاجتماعي، والنفسي للفكر الإرهابي الانحرافي.
في محاولات متزايدة لخلق مناخ خانق للإرهابيين، والمتطرفين، تبرز العلاقة بين القيادة الأمنية، ومهارة أهمية الحس الأمني لرجال الأمن من خلال المعطيات -العقلية والوجدانية-، والمتمثلة فى الاستشعار بالخطر، الذي يكون مصدره دلائل عديدة تخوله؛ لاتخاذ إجراءات أمنية في ملاحقة العناصر الإرهابية، وإفشال مخططاتها الإجرامية القذرة. إن البيئة الجيوسياسية المحيطة في المنطقة، استدعت استخدام الأسلوب العلمي، والمعلوماتية، والرصد، والتحليل، الذي يعتبر سمة من سمات الجهاز الأمني السعودي؛ كونه يمتلك من الكفاءات البشرية، والتجهيزات التقنية؛ ما يمكنه من التصدي لمثل هذه المخططات الإجرامية، والقبض على من يخططون لها من أوكارهم، واعتبارها ضمن جرائم الحرابة التي تخضع لأشد العقوبات. ستظل المملكة قوية في وجه أي مخطط إرهابي يهدف إلى زعزعة أمنها، واستقرارها. وما يميز النجاح في سعيها للقضاء على الإرهاب، أنه أفقد التنظيمات الإرهابية أي تعاطف مع ما تروجه من مزاعم؛ لتبرير جرائمها، وذلك من خلال خطوات جادة لمكافحته -محليًا وإقليميًا ودوليًا-، أسهمت بفعالية في التصدي له؛ ما جعلها أن تكون رائدة في تطوير التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، بل وأصبحت محط أنظار المجتمع الدولي؛ للتعرف على هذه التجربة، والاستفادة منها في مواجهة ظاهرة الإرهاب. إن حماية الوطن في إطار مفهوم الأمن القومي، دليل على قدرة الدولة على حماية مصالحها القومية، والإعلاء بها، ومواجهة مصادر تهديدها، -سواء- الخارجية، أو الداخلية، إلى جانب تجنيدها جميع أجهزتها؛ لحماية المجتمع من خطر الإرهابيين، والقضاء على أعداد كبيرة منهم في مختلف مناطق المملكة.