سعد الدوسري
في مطار فرانكفورت سألتني ضابطة الأمن عن وجهتي المواصلة، فأخبرتها بأنني متوجِّه إلى ديترويت بالولايات المتحدة الأمريكية. وبعد أن فحصت جوازي رحَّبت بي، ثم طلبت مني أن أساعدها في ترجمة الأمر لثلاثة ركاب سعوديين، كانوا معي في الرحلة من الرياض لفرانكفورت، لكن رحلة مواصلتهم كانت لبراغ تشيكيا.
أن يكون شاب في الخامسة والعشرين من عمره ولا يتحدث كلمة إنجليزية واحدة فهذا شيء مربك، أحيله للدكتور أحمد العيسى، وزير التعليم. وسأحيل القضية الثانية لوزارة الخارجية. فهؤلاء الركاب الذين ينوون العلاج في التشيك لم يكونوا يعلمون أن التأشيرات التي حصلوا عليها من الرياض لا تمكِّنهم من البقاء سوى أسابيع معدودة. هناك من لا يوضح الأمر بشكل دقيق. ولدينا ثقافة عامة، تنظر للأمور بشكل بسيط، على أساس أن كل مشكلة لها حل سعودي، وأننا في النهاية سوف «نضبط أبوها».
لقد أوضحت لي الضابطة الألمانية ومساعدها أنهما لا يستطيعان السماح لهم بالسفر إذا كانت تأشيراتهم لا تتناسب مع حجوزات العودة التي اختاروا تواريخها بمعزل عن تاريخ انتهاء التأشيرة الممنوحة من سفارة براغ بالرياض، خاصة مع الأوضاع المتوترة في أوروبا، ومع العمليات المنسوبة للإسلام، الذي نمثله في كل مكان، وكأننا المسلمون الوحيدون في العالم!!
لقد قام الجهاز الأمني بتصوير الوثائق كافة التي في حوزة المسافرين، ونصحتهم بمراجعة الجوازات التشيكية بمجرد وصولهم إلى هناك. وكل هذا استغرق وقتًا، قد يكون في بعض الحالات كافيًا لتفويت وقت إقلاع الرحلة!