أحمد بن عبدالرحمن الجبير
نادي الفيحاء نادٍ رياضي وثقافي، تأسس عام 1370هـ في محافظة المجمعة، وانطلق بأفكاره وإبداعاته وأنشطته الرياضية والثقافية والترفيهية وبرامجه الرائعة وتدريباته الراقية، حتى وضع شباب المحافظة في المقدمة.. وكل ذلك من خلال اهتمامه بالكوادر الوطنية الشابة الأكثر أهمية وتأثيرًا في النمو الاجتماعي، وعمل على تشجيع شباب المحافظة، وصقل مواهبهم، وهيأ لهم البيئة المناسبة، حتى أصبحوا في المقدمة، وأحرزوا النصر، وكان له دوره الفاعل في إبعاد شباب المحافظة عن الانحرافات والتغرير من قِبل الإرهابيين.
واحتفل الفيحاء بصعوده التاريخي قبل أيام إلى دوري جميل بعد أن حقق الفوز على فريق أُحد، وذلك في اللقاء الذي أُقيم على مدينة الملك سلمان الرياضية بمحافظة المجمعة، وسط فرحة الأهالي بالصعود. ولا شك أن هذا الإنجاز لم يتحقق إلا بدعم العضو الداعم الأول، ومعالي رئيس وأعضاء الشرف الداعمين، وإدارة النادي، والجهاز الفني.. وقد كانت لوقفة أهالي المحافظة، وتلاحمهم، ودعمهم المالي والمعنوي.. الأثر الكبير في هذا الإنجاز التاريخي.
لقد شهد نادي الفيحاء تطورًا كبيرًا في مرافقه الرياضية؛ إذ تم إنجاز العديد من المشاريع العملاقة، التي شملت تطوير الملاعب، وزراعتها، وتأهيل مدرجاتها وإنارتها، وصيانة وتجديد المكاتب الإدارية، وتوفير مركبات عدة للنادي، وتم بناء ديوانية تاريخية وثقافية باسم ديوانية الفيحاء على الطراز التراثي، يتم فيها إقامة اللقاءات الثقافية، واجتماع الأهالي، وأيضًا مكتبة ومتحف للنادي، وبعض المباني كاستثمارات تدر على النادي.
كما أن فيحاء المجمعة يضطلع بالكثير من الأعمال الاجتماعية والثقافية والرياضية، ويسعى جاهدًا لتغيير الصورة المتعارف عليها عن عمل الأندية الرياضية الأخرى. وبنظرة سريعة لما يقوم به نادي الفيحاء نلاحظ تنوعًا في البرامج المقدمة في منظومة اجتماعية وثقافية ورياضية، وأيضًا لديه سلسلة من الأعمال الاقتصادية والاستثمارية، التي تنسجم مع الرؤية السعودية 2030م والتحول الوطني 2020م.
وانطلاقًا من التوجهات السامية من ولاة الأمر - حفظهم الله - وما يولونه من دعم للرياضة والثقافة والترفيه في أنحاء المملكة كافة، وحرصهم على توفير البيئة المناسبة للمواطن من تعليم وسكن وصحة وترفيه، وبمتابعة مستمرة من سمو المحافظ الأمير عبدالرحمن الفيصل، فنادي الفيحاء يقدم خدماته إلى الكثير من أبناء المحافظة، ويرعى الكثير من البرامج الرياضية والاجتماعية والثقافية والترفيهية؛ لذا ينبغي من جميع الشركات ورجال الأعمال، وبخاصة الموسرون من أهالي محافظة المجمعة، دعم النادي ماليًّا؛ لأن الملاحظ أن جميع الأندية الرياضية في أنحاء المملكة كافة تشرف عليها الهيئة العامة للرياضة مشكورة على ذلك، وتدعمها بالقليل من المال، لكن الوضع الحالي للأندية الرياضية متواضع جدًّا، وغير مُرضٍ، وهناك الكثير من المصاعب والمعوقات المالية التي تواجه هذه الأندية؛ فدعمهم ومساندتهم ماليًّا ومعنويًّا واجب إنساني ووطني؛ يستوجب النظر إليه في إطار مجموعة الأهداف والمقاصد للمسؤولية الاجتماعية.
لذا نطالب بمزيد من الدعم الحكومي والخاص، وإزالة جميع العقبات التي تقف في طريق الأندية الرياضية والثقافية والترفيهية في المملكة، بما يفتح آفاقًا وفرصًا واعدة، من شأنها أن تسهم في نمو المجتمع، وشباب وشابات الوطن، ونأمل أن يكون هناك دعم مالي خاص من الدولة والقطاع الخاص؛ فالأمر يتطلب من صناع القرار مزيدًا من الدعم، وتفعيل التشريعات والتوعية لتسهيل إنشاء مزيد من النوادي الرياضية والثقافية في كل الوطن.
وعليه فإن دعم رجال الأعمال والشركات والبنوك لجميع الأندية الرياضية في جميع أنحاء المملكة هو واجب وطني مهم، نحتاج إليه دائمًا، ونحرص على رعايته، والاهتمام به، وزرعه في نفوس وعقول أبنائنا شباب وشابات الوطن، ونأمل من جميع الأغنياء والموسرين والمؤسسات العامة والخاصة ورجال الأعمال والصحافة والإعلام المرئي والمسموع وقنوات التواصل الاجتماعي بذل الجهد، والتفاعل الجاد مع مساعي الأندية الرياضية الحميدة.
لقد قدم نادي الفيحاء عملاً جبارًا، وإنجازًا عظيمًا.. فألف ألف مبروك لفيحاء المجمعة. لقد سعدنا بصعوده، وأثلج صدورنا جميعًا، ويستحقون عليه الشكر.. وأبارك للداعم الأول ولرئيس أعضاء الشرف معالي الشيخ عبد المحسن التويجري، ونائبه الأستاذ سامي الرشيد، والأستاذ عبدالله الربيعة محافظ القويعية سابقًا، والأستاذ بندر الصالح. والشكر موصول لجميع أعضاء الشرف، ولرئيس النادي ونائبه، ولكل من ساهم في دعم النادي ماليًّا ومعنويًّا. وأكون أكثر ثقة وتفاؤلاً بقدرات رئيس النادي النشط الأستاذ سعود الشلهوب، ونائبه المهندس عبدالله اليوسف، وجهازهما الإداري والفني على هذا الإنجاز العظيم.