نعم.. كذلك.. نعم!! تصفحت صباح اليوم جريدتنا الغراء (الجزيرة) 21 - 5 - 1438هـ بالعدد 16214، وإذا بي أفاجأ بسؤال الكاتبة الكريمة نادية السالمي وهي تقول «ما الفائدة من الجنادرية؟»، فما كان مني إلا أن أجيب فورًا دون تردد أو انتظار: نعم.. ونعم!! إن الفوائد من هذا المهرجان جمة؛ لما تحملها من مكاسب عديدة، تمس كل إحساس حي في حياة البشر.
لهذا يسرني بل يسعدني سرد ما أكنه في ذهني؛ لأصف شعوري لكم قبل أن أغوص في خضم هذا التجمهر العظيم لتبيان كيف كانت الحياة التي عشناها قبل سنين مضت، وكيف أصبحنا فيما نحن فيه من مكتسبات الإنسان السعودي، المسلم العربي، الذي غزا الفضاء حتى وصل به التجوال حول الكرة الأرضية.. إنه سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وهو الحدث المتجدد دومًا، الذي قام به أول عربي مسلم يغزو الفضاء الخارجي في هذا العصر الحديث. وإن دورة الحياة في هذه الدنيا على وجه البسيطة لا تنفك قدمًا، وإنها كذا دواليك إن صح التعبير!
لنستمر في جولتنا الميمونة هذه باحتفاليات مهرجان الجنادرية، وبين مظاهر تراثها القديم.. لنرى حاجة الشباب المتطلع إلى أشياء أحسبها مكملة إلى أجزاء أو هياكل موضوعة في مظاهر التراث؛ إذ يتبادر في تصورهم ومخيلاتهم ما هو أفضل مما يرونه الآن وفق تعبيرهم بأن هذا التراث المعروض يكون أفضل لو كان كذا وكذا، وهذا هو ما يترجم الحس النشط لدى الشاب؛ ليبدع ويبتكر.. وهذه المتطلبات الكثيرة، الواحدة تلو الأخرى، يمكن تقسيمها كما يأتي طبقًا للفوائد المجنية، حسب تصوري؛ إذ نضيف إليها اللوائح التي تنظمها، ونجد الآتي لتجسيم التصوُّر المذكور.. وهي كما يأتي:
أولاً: محاكاة فعاليات كل منطقة أو محافظة:
1- لمحة عن فعالية الجهة المعنية بعاداتها المعروفة قديمًا.
2- الأدوات المستعملة والمتداولة بين الناس في ذلك الزمان.
3- التصاميم المبتكرة بسواعد شباب المنطقة.
4- مسؤولية هيئة البيئة المركزية بمظاهرها الطبيعية.
ثانيًا: تقويم مظاهر التراث من الناحية الفنية بتمثيل كل جزئية منها على هيئة ورشة عمل:
1- أنشطة الرسم والنحت، وعمل المجسمات التي تحاكي البيئة المحيطة.
2- إلقاء الشعر والقصائد نظمًا أو نثرًا.
3- عرض الفكاهة، وإلقاء النكات الجذابة.
4- إطلاق الأهازيج والأناشيد بالغناء الذي يهدف في مجمله إلى إصلاح الوسائل والعادات.
5- زرع الوطنية المجيدة في قلوب الأبناء، ومراعاة التطورات المستخدمة في أذهانهم قبل قلوبهم، على أن يكون ذلك منذ نعومة أظافرهم.
6- غرس مبادئ الولاء وعناصر الانتماء بين الأبناء.
7 - تدشين برنامج عملي، يبيّن كيفية حياكة المشغولات النسائية القديمة بأيدي الفتيات المبدعات.
ثالثًا: إحياء الشعائر الدينية بتمكين برامج مرئية ومسموعة كما يأتي:
1- تحقيق المبادئ العلمية والعملية في حياة المسلم كما كانت تعني في الثقافة الإسلامية.
2- توضيح ما هو متعارف في عبارة (الأمر بالمعروف) الذي يطمئن مروءة الإنسان المسلم.
3- عرض برنامج مرئي يقدّم المواقف العظيمة والمشاهد الواقعية عن كيفية معايشة المسلم مع أخيه في صدر الإسلام، مع إظهار كيف كانوا وكيف نحن الآن.. باستعراض مظاهر الانتماء والولاء لديننا الحنيف.
4- إظهار وتوضيح كلمة (الملة) لدى الإنسان المسلم، وكيف تكون المروءة في الإسلام.
5- لا ننسَ أو نتناسَ عبارة السلوك القويم لدى المسلم كما جاء في الأثر بأن الدين النصيحة.
6 - بيان ما جاء في الأثر بأن آية المنافق ثلاثة:
1- إذا حدَّث كذب.
2- إذا وعد أخلف.
3- إذا ائتُمن خان.. وأن المنافقين في الدرك الأسفل من نار جهنم -والعياذ بالله-.
كما أعيد ما ذكره الكاتب الدكتور عائض محمد آل ربيع المنوه على نفس صفحات صحيفتنا الغراء الجزيرة (الموقرة) تحت عنوان (الجنادرية: الثقافة والوحدة الوطنية). وهنا الكاتب متخصص في الدراسات المعنية في نفس المجال المذكور أعلاه.
وختامًا، حبذا لو كانت هناك هيئة موقرة، تقوم بدراسة المقترحات نحو الفوائد المرجوة من قيام هذا المهرجان الوطني ما دامت ضمن فعالياته المنظمة المقامة في مواعيد معلنة. وعلاوة على ما ذكر أقترح زيادة مدة الاحتفال من 15 يومًا إلى 35 يومًا.
د. عبداللطيف خضر فادن - استشاري التعليم الصحي - المدير العام لمجمع عيادات شمس المدن بالرياض والمشرف على صيدلية الرعاية الإنسانية