رقية سليمان الهويريني
يهدف صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم مشروعات السيدات لتأهيل الفتيات اقتصادياً وثقافياً ومعرفياً، ويقوم بالدعم الفني والمالي للمبادرات من الفتيات السعوديات والمشروعات النسائية الصغيرة والجديدة، ويمكِّنهن من القيام بواجبهن تجاه أنفسهن ونحو الوطن. وقد نجح الصندوق في استقطاب صاحبات الأفكار التجارية الناجحة، ومساعدتهن عبر موارده الذاتية والدعم الحكومي والوجهات المختلفة التي تساهم مادياً ومعنوياً، مثل صندوق الموارد البشرية، وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي، وشركة أرامكو السعودية.
ومما يسر ذكره هو تقديم الصندوق الدعم والتمويل والتدريب لخمسين مشروعاً نسائياً، وقد تجاوزت قيمة التمويل المقدم لصاحبات المشروعات 12 مليون ريال، وهذه المشاريع ساهمت بتوظيف 500 فتاة سعودية في المنطقة الشرقية مقر نشاط الصندوق، حيث تم تدريبهن على العمل بحسب طبيعة المشاريع.
وقد تولّد من الصندوق فكرة جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز للمرأة المتميزة، وهذه الجائزة ستكون مطلباً لكل سيدة أو فتاة كونها دقيقة باختياراتها وتخص المرأة الرائدة، وقد رُصدت بنودها لتشجيع المرأة العاملة في مجالات عديدة وتوثيق منجزاتها سنوياً ومشاركتها نجاحها، من خلال الارتقاء بمكانتها، وتأكيد دورها الكبير في النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي.
وتأتي الجائزة بفكرتها النبيلة كونها تبرز نشاط بعض الفتيات والسيدات اللاتي لم يتمكنَّ من التواصل مع رجال الأعمال أو أصحاب القرار. وتحرص الأميرة جواهر بنت نايف رئيس مجلس الأمناء، على أن تخضع الترشيحات لهيئة تحكيمية تطبق أفضل المعايير العالمية.
وإني لآمل من هيئة التحكيم فسح المجال للفتيات والسيدات المغمورات أو الناشطات بصمت في المجالات المختلفة لنيل الجائزة، ومن ثم ترشيحها لصندوق الأمير سلطان لاحتوائها ومساعدتها، وعدم الاكتفاء بمنحها الجائزة لتطوى الفائزة في عالم النسيان!
إنّ السعي لتمكين المرأة السعودية هو هاجس لكل السيدات، في ظل ظروف القمع الاجتماعي الذي تعانيه بعض النساء في بلادي من قِبل بعض الذكور، مما يجعلها تحجم عن التقدم والدخول في منافسة مع سيدات العالم المتقدم، ولو حدث لتفوقت عليهن بجدارة.