د.عبدالعزيز العمر
في العام الماضي أنشأت الدولة الهيئة العامة للترفيه، وأتى إنشاء هذه الهيئة لأسباب عدّة تصب في النهاية في دعم الاقتصاد الوطني، وذلك من خلال دعم الفعاليات الترفيهية بما يعيد التوازن الطبيعي في رؤية مجتمعنا إلى جمال وفنون مجريات الحياة، ويخرجنا من كوننا مجتمعاً مستقطباً في اتجاه حياتي جاف وخشن. وإذا كان الترفيه قد غاب عن مشهدنا الحياتي الاجتماعي، فإنّ الترفيه لا يصح إطلاقاً أن يغيب عن مشهدنا التعليمي. تاريخياً كانت الفلسفة التعليمية السائدة عالمياً هي الفلسفة التقليدية الأساسية، وهي فلسفة تتجاهل حرية الطالب وتتنكّر لرغباته وميوله فيما يريد أن يتعلمه، بل إنها تقفز فوق قدراته وإمكاناته العقلية، وتتجاهل حاجاته البيولوجية الأساسية، وتتجاهل كذلك حاجته إلى الحب والأمان والتقدير والمتعة، وتعمل على قص أطراف الطفل لإدخاله عنوة في صندوق المنهج المدرسي، وهذه الفلسفة التعليمية هي للأسف الأقرب إلى تعليمنا اليوم. التعليم في الدول المتقدمة وخصوصاً في فنلندا، أصبح اليوم يتم وفق مبدأ التعلُّم بالترفيه، أما لدينا فالتعليم فلا يزال يتم بالوخز والإكراه. كل الجهود التعليمية في الدول المتقدمة تتوجه اليوم نحو جعل التعليم جاذباً وليس طارداً للطلاب، ففي فنلندا مثلاً تم إلغاء الاختبارات التي تُعَد مصدر خوف الطلاب، كما تم إلغاء الواجبات المنزلية التي تشكل قلقاً للطفل وأُسرته، بالطبع وضعوا بدائل أفضل للاختبارات والواجبات المنزلية. وفوق ذلك كله جعلوا من التعليم ممارسة ممتعه للطالب، وليس مجرّد حشوٍ لفظيٍّ مملٍ وجافٍ لا صلة له بحياة الطلاب.