مهدي العبار العنزي
العلم والعقل والعدل من أهم المقومات التي تستند عليها المجتمعات التي تمثل نسيجًا مشتركًا بين أبناء الوطن الواحد لأن الوطن في شموليته ومكانته لن تكتمل هيبته وقوته بين الأمم إلا إذا كان أبناؤه تجمعهم كلمة واحدة، ويكون ترابطهم مبنيًا على وفائهم وولائهم وإخلاصهم ودفاعهم وتضحياتهم والتفاني من أجل وطن أعطاهم الأمن والأمان. والخير والراحة والاطمئنان. اجتمعوا تحت ظله بكل اعتزاز بعيدًا عن المذلة، وعاشوا تحت سقف الوطن بعيدًا عن التفرقة والتعصب بين عرق أو لون، أو بين حاضرة وبادية وأهل قرى. وبعيدًا عن التنابز والتفاخر والتقليل من فئة محددة ولندرك أن قوتنا تكمن في إسلامنا وفي قيمنا وفي تلاحمنا وتراحمنا لا في تفاخرنا بأنسابنا ولا في قبائلنا ولا في كثرتنا ولنتعظ مما قاله سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي قال:
لعمرك ما الإنسان إلا بدينه
فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب
فقد رفع الإسلام سلمان فارسٍ
وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب
من هنا يتضح أن حضارات الأمم لا تبنى إلا على من يعطون للإنسان قيمته وعمله وجهده وأخلاقه ووفاءه للأرض التي عاش على ثراها مدافعًا عنها بكل ما يملك من مقومات بغض النظر عن نسبه ولونه، مخلصًا لدينه ثمَّ وطنه، نعم هكذا يريد الوطن وهكذا هو المجتمع الذي يستحق أن يكون له مكانة في العالم المتحضر الذي يجتمع أفراده على أهداف وغايات نبيلة أفكارهم موحدة وطموحاتهم الوصول إلى الرقي ونبذ الجهل والتخلف وعدم الانصياع لمغريات العصر التي يعتقد البعض أنها تبني بينما هي تهدم خاصة عندما تخالف عقيدة التوحيد التي لا يجوز التفريط بها ولا تتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا الأصيل وتتنافى مع كل جهد يهدف إلى المساهمة في بناء الإنسان وحفظ حقوقه التي أقرها له الإسلام وحفظتها جميع القوانين والأعراف الدولية واعتبرها العالم من مقومات وجودته واستمراريته وتقدمه ونهضته. دعونا نتعاون لممارسة مبدأ المحبة والتكاتف والآداب. ونترك التنابز بالألقاب. والتفاخر بالأنساب. وعلينا رفض كل ما من شأنه البعد عن الصواب. ونهج طريق أصحاب الألباب.