مها محمد الشريف
ثمة شخصيات لها حضورها المختلف وتملك من القدرة الذاتية والصفة الطبيعية، ما تسهم به في صناعة الخبر وصناعة الحدث الأهم دائماً.. والأمير محمد بن سلمان شخصية سعودية متفوقة احتلت مساحات كبيرة في نفوس الناس بكل اقتدار، وأصبحت هذه الشخصية محط اهتمامهم ، وتملك زخماً من عناصر الإقناع ودلالات الشفافية ورسائل الصدق والروح الوطنية الوثابة، نحو غدٍ مشرق يحقق آمال هذا الوطن، بما يفرض علينا كسعوديين متابعته والإنصات لما يقول..
وأسهم في متابعة المواطن لأحاديث ولقاءات سموه ، واختياره لوقت وكيفية الحديث ووضوح ما يريد أن يقوله، فالمواطن في اليوم الذي تلا حديثه في وسائل الإعلام، يختلف عنه في اليوم الذي سبق ذلك، والشاهد هنا حوارات الناس وأحاديثهم في مختلف وسائلهم.
وردود الأفعال الإيجابية لم تقتصر على القبول أو التفاؤل بما جاء به لقاء سموه على مستوى الداخل، بل حتى دول الجوار تابعوا حديثه وثمنوا توجهات وخطط التنمية وتنشيط المرافق الاقتصادية التي وردت في حواره واعتبروها بمثابة الإنجاز الكبير على خلفية دروس، وبرامج يجب أن تُعمم على خططهم المستقبلية واجتهادات المسؤولين في كل قطاع.
لقد بثت معظم وكالات الأنباء والصحف لقاء ولي ولي العهد -حفظه الله -، وناقشت بجدية أسس الفكرة وتحديد معالمها ومحاورها وتسليط الضوء على الحراك الشامل في المملكة، ولم يتردد في انتهاج أساليب ذكية خارج أسوار محددة، فكان المتحدث بارعاً ولبقاً ومتألقاً وسر حضوره المميز تمكنه من تسليط الأضواء بحكمة على الأولويات التي تشغل الشارع.
يتصف هذا المشهد بإشراقات مضيئة ورسائل بليغة تضاعف من مسؤولية الرؤية المستقبلية، حين قدم المسؤول وجبة غذاء فكري باعتبارها وضعاً جديداً على المثقف والسياسي والاقتصادي والاجتماعي وعلى الجميع قبولها، لأنها تبشر بالخير وترجع إلى إصلاح عناصر جوهرية كادت أن تتراجع في حال انخفاض أسعار النفط ، وها هي الأسباب واضحة والدعوة صريحة لتفهم الظروف التي تعيشها الدول المصدرة للنفط في العالم. لكي نكون منصفين وبعيدين عن النقد القاسي، اللقاء جميل ولكن إدارة الحوار كانت متواضعة، ولولا فخامة الضيف وإمكاناته الكبيرة لظهرت الثغرات في الحوار والإعداد، وإذا ما أردنا أن يواكب إعلامنا هذا التحول الذي تشهده بلادنا ويقوم بدوره المنوط به نحو هذه الرؤية التي تحدث عنها سمو الأمير، فعلينا إعداد كوادر ذات مهنية عالية في المقدرة والإنجاز وفي الحوار والإعداد، يجب التركيز على تطوير الإعلام والقائمين عليه، فيما يمكن تسميته بإعلام التحول وإعلاميي المرحلة المتجددة ، وإخضاع البرامج الحوارية لدراسة عقلية بعيداً عن الانطباعات الوجدانية، والتقدم من المقاعد الخلفية إلى أخرى متقدمة في المستوى والمهنية في كل مجالات الحياة. التطور اليوم يضيء الحضور ويثري التواجد المبهر لا أحد يتوقف لينظر إلى الماضي. لقد تلاشت تدريجياً البرامج التقليدية، وتراثنا يدفعنا إلى بناء الحاضر والتفاؤل بالمستقبل. وحتى ننهض بمجالات النهضة الحقيقية في بلدنا من خلال دورها كلاعب اقتصادي جديد ليس على مستوى السوق النفطية وتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية فحسب، بل تعني كل ما هو متلائم كمحرك رئيس جديد ومؤثر، يميز ذاته على نحو يتماهى مع اتجاهات بلدنا نحو الاستثمارات الدولية، وتوجيه مسار أكبر المؤسسات التكنولوجية العالمية للعمل معها وفق سياستها الاقتصادية. فمن الواضح أن الصفقات الكبرى التي نفذها صندوق الاستثمارات العامة، خاصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، قد لفتت الأنظار نحو التغيرات الهائلة فيما يعبر عن وعي الواقع على مستوى الشارع السعودي واهتماماته، وبالتأكيد الصورة النمطية عنه. ويمكن إدراك هذا التنوع في التغيير الذي يواكب رؤية عالمية باركتها أكبر شريحة رائدة في السياسة والاقتصاد والتقنيات في العالم..