فهد بن جليد
الوقت مُناسب جداً أن تدعم الجهات الحكومية وإمارات المناطق دور الأسر السعودية المُنتجة لقيادة مشروعات إفطار الصائمين في شهر رمضان المبارك في كل أنحاء المملكة، أنا مُتأكد أنَّ هذه الأسر ستُحدث فارقاً كبيراً وستتفوق على المطاعم والشركات التي تحتكر هذه المشروعات مُنذ سنوات، وستدفع بهذه المشروعات الخيرية والإنسانية إلى مستويات جديدة من المُنافسة والجودة، مما سيعود بالفائدة على مواطنات سعوديات بدلاً من النظرة التجارية الصرفة السائدة في بعض تلك المشاريع.
منطقة القصيم ستخوض في شهر رمضان المُبارك هذا العام واحدة من التجارب الرائدة التي تستحق الرصد ومن ثم التعميم، بعد إسناد المُهمة وقصرها على الأسر المُنتجة فقط، الأمير فيصل بن مشعل بن سعود أمير المنطقة وفريقه يقودون بكل مسؤولية وإتقان وبراعة هذه الخطوة التي يتوقع لها منافع مزدوجة ومُتعددة، تشمل الأسرة المُنتجة والمُستفيد من الوجبة، وحتى البيئة العامة لهذه المشروعات الخيرية التي ستبرز وتعزز الصبغة الأسرية والترابط الاجتماعي للمسلمين في هذا الشهر الفضيل.
توجيه الأمير فيصل للجهات الحكومية والأهلية والجمعيات الخيرية بالمنطقة، بحصر جميع مشروعات إفطار الصائمين في شهر رمضان على الأسر المُنتجة لم يغفل إعداد آلية مُنظمة للمشروع، وهو ما يعني أن يكون هناك ما يُشبه (البرُسيجر) المُتفق عليه لضمان سلامة الأغذية وصلاحيتها وطُرق إعدادها على أيدي هذه الأسر وكمياتها ونقلها وتغليفها .. إلخ، لتكون منافسة للمُغلفات التي تعتمد عليها المطاعم والشركات الموردة لوجبات الإفطار والتي تحوي بعض الأغذية المُعلبة وغير الطازجة.
الأسر المُنتجة تستحق مثل هذا الدعم وهذه الالتفاته غير المُستغربة من أمير القصيم من أجل فتح المجال أمامها لطلب الرزق و المُشاركة في مثل هذه الأعمال الخيرية بنَفَس (عائلي) يتوافق مع روحانية الشهر الفضيل، ويُلبي حاجة المُستفيدين من هذه المشروعات لما هو أكثر من الوجبة، وهو الشعور بالتلاحم والترابط الإسلامي، وبأنَّ هذه الوجبات (الطازجة، المنوعة، الشاملة، ذات القيمة الغذائية العالية) تم إعدادها في منازل سعودية وعلى أيدي أهلها طلباً للأجر أولاً في تفطير الصائم، ثم البحث عن الفائدة المشروعة من خلال المُساهمة بهذه الأعمال الخيرية.
نأمل أن تُثمر هذه التجربة عن نتائج إيجابية، وعن شكل خاص في الإعداد، والتغليف، والنقل، والتوزيع، والسعر.. حتى تستفيد منها باقي المشروعات الخيرية بالمملكة في السنوات المُقبلة ويكون الأجر لمن بدأ بها وأطلقها.
وعلى دروب الخير نلتقي.