سعد الدوسري
هل كنز البحر الأحمر، الذي أشار له الأمير محمد بن سلمان، هو الكنز الوحيد الذي أهدرناه؟! بالطبع لا. هناك كنوز عديدة، يجب الالتفات لها، واستثمارها، بشكل فعَّال. هناك الطاقات الشبابية، الكنز الأكبر، الكنز الذي لا ينضب. ولكي نستثمره بالشكل الصحيح، يجب أن نؤسسه تأسيساً صحيحاً، من خلال التعليم الصحيح. لن يكون بمقدور المنهج التعليمي الراهن، تأسيس أجيال قادرة على خوض تحديات المرحلة القادمة، وهي تحديات صعبة بلا شك. لا أظن أن أحداً سيختلف على هذه النقطة. لا أظن أن هناك من سيدافع عن ذلك المنهج، سواءً في مدارسنا أو جامعاتنا. والمشكلة أن ليس ثمة من يتحرك، لوضع حجر الأساس لتطوير المناهج الدراسية. نحتاج مَنْ يضع هذا الحجر في مكانه المناسب. هذا هو الوقت الملائم للبدء في استثمار هذا الكنز الهائل، والذي سيكون وقوداً للعمل على استثمار كل الكنوز غير المستثمرة.
لقد سئمنا من تكرار جملة؛ «مخرجاتنا التعليمية ضعيفة، ولا ترقى لمستوى سوق العمل». من سيقود مرحلة إصلاح التعليم، وجعله قادراً على صناعة مخرجات فاعلة في ذلك السوق؟! في النهاية، نحن أمام متطلبات؛ إن لم نحققها لمن يرغبها، سيذهب ويتركنا، وسيبحث عن غيرنا! الوظيفة الحكومية لن لم تعد رهاناً. الخصخصة ستلتهم الأخضر واليابس، وسوف لن تقبل توظيف الشاب غير المؤهل بمخرجات ذات جودة عالية. الخصخصة لن ترحم أحداً، لن تكون ضماناً اجتماعياً لأحد.