يشتكي الكثير من المعلمين ويتذمرون من وضع الطلاب وماهم عليه من الاختلاف في الأخلاق وفي سوء التربية والضعف في المستوى الدراسي كما يتصورون ويزعمون، وتجد حديث البعض داخل أروقة المدرسة عن هذا الموضوع مما جعل ثلة منهم يعتبره قضية مؤرّقة ويجب أن ينظر لها وتعالج، وحقيقة من يتأمل في ذلك ويمعن النظر فيه يجد أنه كلام عار عن الصحة وتوهمات لا وجود لها على أرض الواقع وربما يكون هناك تغير لكن ليس بالصورة التي نسمع عنها ويتناقلها المعلمون ويتحدثون عنها فيما بينهم بل وخارج مجتمعهم، وبصفتي أحد المعلمين الذين عاصروا التعليم وكان لي اختلاط بجميع الفئات من أبنائنا الطلاب قبل أن أغادره متقاعدا سأبدي وجهة نظري حيال هذا الموضوع بكل أمانة وشفافية وحيادية عبر بوابة الجزيرة الصحيفة الرائدة لعل الله أن ينفع بكلماتي وتجد لها آذانا صاغية ومكانا بين القلوب، فأقول وبالله التوفيق: أنا ضد كل من يقول هذا الكلام من المعلمين ويحاول أن يقنع غيره بما يراه بل يتوهمه ويشتكي منه بين الفينة والأخرى إذ أن الطلاب في هذا الزمان كرأيي شخصي أفضل من السابق ثقافة وتطورا وإدراكا وعلما ،فقط يحتاجون للتعامل الحسن واليد الحانية التي تشد من أزرهم وترفع من معنوياتهم وتأخذ بهم إلى بر الأمان وهذا وللأسف الشديد مفقود عند الكثير من المعلمين إلا من رحم ربي، ومن يتأمل في كثير من ميادين التعليم في شتى المراحل يجد قلة المعلمين المربين الذين يحسنون ويجيدون فن التعامل مع الطلاب رغم أن البعض يحمل شهادة تربوية لكنه لا يجيد فن التعامل الذي يحتاجه في حياته ويكسبه محبة أبنائه الطلاب، وبعيدا عن المجاملة أحمّل الكثير من المدارس مسؤولية تربية أبنائنا طلاب المدارس إذ أن الأصل والمتعارف عليه أن المدرس قدوة للطالب يستقي منه كل خلق كريم ويتعلم منه الكثير ولكن وللأسف الشدبد في هذا الزمان خاصة فقد المربي الفاضل والمعلم الناصح إلا من رحم ربي ولو قلنا وبالغنا لأخرجنا من كل مدرسة داخل أروقتها ثلاثين معلما في كل مرحلة خمسة معلمين يجيدون فن التعامل مع الطلاب والبقية ربما يتقنون فنون التدريس لكنهم لايستطيعون النفوذ إلى قلوب التلاميذ لأن هذا الأمر يتطلب منهم التواضع ولين الجانب وإجادة فن التعامل وهذا مالايجيدونه ويتقنونه، وهذا ماجعلنا نرى الكثير من الطلاب يتذمرون من المعلمين ويشتكون من سوء تعاملهم، وأبناؤنا بلاشك يحتاجون للحضن الدافئ والمعلم الذي يحسنالتعامل معهم ويكون لهم الأخ والصديق والأب والرفيق ومن فعل ذلك وضحى بوقته وربما ماله من أجل فلذات الأكباد سينتج وسيخرج جيلا راقيا بأخلاقه وسلوكه وأيضا في مستواه الدراسي، وكم أتمنى أن أرى ذلك على أرض الواقع وكل ذلك في صالحنا جميعا ،والله من وراء القصد.
- محافظة الرس