سعد السعود
هو قائد في زمن ندرت فيه لدى الكثير مقومات القيادة.. وهو خليط من العزم والتحدي في مملكة الإرادة.. وهو لمركز الدفاع اطمئنان لينال بمستواه -باعتراف المحايدين- السيادة.. ليكون لمحبي فريقه -رغم ما يعانيه هذا الموسم- مصدر سعادة.
- عندما تلاطمت أمواج الظروف على الليث.. لم ينحنِ.. بقي صامداً في مركزه.. مواجهاً لتحدياته.. حارساً لجزيرة فريقه.. رباناً لبقية طاقمه.. فكان خير قائد بلا شارة.
- عندما تسرب اللاعبون.. وتساقطت حبات العقد من عنق الليث بانتقال النجوم.. ورحل الأجانب ولم يبق سوى المخلصين.. كان أول المخلصين.. فكان أحد أبناء الليث رغم حداثة تجربته.
- عندما تذمر اللاعبون.. وتهامس الجمهور فيما سيحصل من كوارث للفريق الغريق.. وغدا الأمر ليس سراً لما يعانيه الشيخ من ديون.. لم يستغل الفرصة ويضغط على ناديه.. بل بقي وفياً لم يساوم رغم ما عانه حتى من ناديه الأسبق خارج الحدود.
- عندما وعد النجوم بالتجديد.. وانشدوا أهازيج الولاء والانتماء في الملعب والفضاء.. قبل أن يغدروا في ليلة ظلماء.. بقي هو عنوان الوفاء.. فكان يردد الخيانة ليست من طبعي.. أما الليث وإلا فلا.. فكان الإمضاء.
- عندما تهامس مشجعو الأندية بانتقاله.. وتخضبت صفحات الجرائد بأخبار مغادرته.. كان يردد: باق في ليثي حتى يتعافى من وعكته.. وسأظل شبابياً ولا تصدقوا هذيانهم وأمانيهم فهي محض افتراءات.. ليكرر أحاديثه في كل مناسبة ويخرس الألسن ويخمد النيران.
- وبالفعل.. عندما جاء الجد.. كان على الوعد.. أمضى ورقة التجديد بلا تردد.. ولعامين أضافيين جدد.. ليؤكد أن الرجال أفعال لا كلام يردد.. والوعود لديهم بمثابة تأكيد وعهد.. ليكون شبابياً حتى 2020.
- هكذا كان جمال بالعمري ابن الجزائر.. لم يبيع الوهم على الجماهير بالصعود للمدرج.. ولم يدعِ الحب ثم يخرج.. ولم يتخذ عشقه لليث بضاعة لمحرّج.. بل كان (قد) كلامه بلا جعجعة مهرّج.. ليبادله العشق المحبون وكل من في المدرج.
وبكى الطيف غادر عطيف!!
16 سنة وهو مع الفريق الأول.. أعاد الشباب مع رفاقه للذهب بعدما غادر جيل الذهب.. فقدم الليوث بمعيته أجمل الألحان.. وعزف في الملعب أشجى الأغاني.. لتكون لوحة الشباب فاخرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
حقق 9 بطولات متفرقة.. منها 3 دوريات وهو رقم بالكاد وصلته بعض الأندية منذ أسست قبل نحو 80 عاماً.. فرسم الفرح بالمدرج الأبيض بكل ألوان الطيف.. كيف لا وهو أحمد عطيف.
كان قائداً بحق للجيل الأمتع للألماسي.. لم يؤثر فيه ما حصل مع أخيه عبده فظل وفياً لمعشوقه.. حتى أنه ضحى بإجازته لأكثر من مرة وتحامل على إصابته طوال الموسم ليتعالج بعده.
ولأن الشمس مهما كان سطوعها لابد أن تغيب.. هاهو الفارس يترجل.. والنبض داخل الملعب يتوقف.. ليكون لقاء الاتفاق خاتمة القصة الأجمل.. قصة جمعت بين الموهبة والإخلاص والتفاني.. لذا لا عجب لو اختل توازن الأرض بعدما فقدت محورها.
آخر سطر
في ليلة التتويج تجلى الهلال كالبدر.. وخسر النصر.. وسقط أولئك الذين لاكوا بألسنتهم الليث ومدربه بالتشكيك بالضربة القاضية.. فالشباب رغم كل ظروفه السيئة لم يخسر سوى بثنائية لهدف وناله الاتهام.. فبمنطقهم الأعوج ماذا يمكن أن نقول لمن اتخمت شباكه بخماسية أشكال وألوان؟! رفقاً بعقولنا أيها السذج.