محمد بن علي الشهري
أستطيع القول.. وبالفم المليان، إن تعاطي (وجه السعد) الأمير نواف بن سعد مع مجريات الأحداث طوال الموسم، لم تقتصر إيجابياته على إنقاذ موسم (الزعيم الملكي) مما خُطّط ورُتّب له فحسب، وإنما تجاوزه إلى مستوى إنقاذ موسم الكرة السعودية بشكل عام.
وذلك بالنظر إلى حجم التربص، فضلاً عن تعدد وتنوّع أدوات الأطراف المتربصة التي تعهدت القيام بمهمات إفشال الموسم، بحيث لا يخرج عن إطار ما سارت عليه الأمور خلال المواسم الأربعة الأخيرة، من لغط، ومن عبث أفضى إلى كوارث يندى لها الجبين، تحولنا معها إلى أضحوكات على ألسنة الجيران وغير الجيران؟!.
نعم: لقد سعوا بكل ما أوتوا من جهود مضنية مدعمة بخبرات عريضة في فنون (الكيد والدّس) بألاّ يخرج موسمنا هذا خالياً من الملوثات التي شوهت المواسم الأربعة الماضية، ولهم في مساعيهم تلك أكثر من مغنم، يأتي في مقدمتها شرط أن يكون ذلك على حساب الهلال، وكلنا يعلم ماذا يعني لهم إسقاط الهلال بصرف النظر عن الكيفية أو الوسيلة المُستخدمة في إسقاطه، يلي ذلك مغنم إظهار اتحاد اللعبة الجديد بمظهر الفاشل الذي يسير على خطى سلفه، ولاسيما ومواقفهم منه معروفة، أما ثالثة الأثافي فتتمثل في التشبث برغبة أن يكون هذا الموسم نسخة مكررة من المواسم إياها، حتى لا تظل أحداثها المخزية عالقة في الأذهان كعلامة مسجلة بأبطالها وشخوصها وبما اكتنفها من (مهازل)، غير أن (المحنك) نواف بن سعد أفشلها جميعاً من خلال الاستفادة القصوى من ميزة الاستعانة بالتحكيم الأجنبي، بعد توفيق الله بطبيعة الحال، وبالتالي إنقاذ الموسم بوجه عام من أن يكون امتداداً لمواسم (شيّلني واشيّلك)؟!.
يعني بالمختصر المفيد : لقد فشلت كل المساعي التي تم (طبخها) خارج المستطيل الأخضر بغية قلب الموازين، بدءاً بـ(سالفة الشمّة)، مروراً بأكذوبة التحكيم المحلي، فضلاً عن محاولة استخدام الكبير (العميد) للقيام بدور (أرنب السباق) لعل وعسى.. وانتهاء بمحاولات تخريب وإفساد كرنفال التتويج.
شكراً لـ( وجه السعد )، وشكراً لرجالات الزعيم الملكي دعمهم غير المستغرب لإدارة وجه السعد الذي تصدّى للمهمة الكبرى فكان نِعم من أوكلت إليه تلك المهمة.. ولا عزاء لـ (بني خيبان).
متوَّج عن متوَّج يفرق
يأبى الزعيم الملكي إلا أن يجدد توثيق حقيقة أنه غير مسموح، وغير قابل بأن يُسلب، أو يُمسّ موقعه الريادي المتفرد في تحطيم الأرقام القياسية، والتربع على عرش تحقيق الأولويات، بذات الكيفيات والمقومات التي تسنّم بموجبها ومن خلالها قمّة هرم الزعامة الآسيوية دون منازع.. حتى إذا حدث وتسلّل أحد المتحركين أو الطارئين إلى أحد المواقع الخاصة به، إما صدفة، أو في غفلة من المنطق، فإنه سرعان ما يقوم بتصحيح الأوضاع، وإعادة الأمور إلى نصابها جهاراً نهاراً على طريقته المتعارف عليها.
ذلك أنه لم يحضر يوم (عرسه) الخميس الماضي حضوراً تقليدياً، بل حضر وفي جعبته حزمة من الأولويات غير المسبوقة تمثلت في : تتويج ثلاثة فرق، أول، وأولمبي، وشباب، وفي توثيق أعلى معدل نقطي كرقم قياسي غير مسبوق، علاوة على مميزات أقوى هجوم، وأقوى دفاع، وأفضل حراسة.. هذا عدا صدارة ترتيب اللعب النظيف، فضلاً عن تسجيل أعلى معدلات الفوز خارج ملعبه.
نعم : لم يكن حضوره يوم الخميس لمجرد الاحتفال باستعادة بطولته المفضلة فحسب، وإنما لكي يمارس هوايته في إعادة كل من نسي حجمه، من كل الألوان إلى طبيعته.. حضر لكي يلقي محاضرة جديدة في كيفية تعبير الكبار عن أفراحهم واحتفالاتهم بتحقيق منجزاتهم التي اعتادوا تحقيقها.. فلم نشاهد مظاهر (فرك الخشوم) رغم وفرة مبررات تطبيقها، ولم نشاهد الدموع تُذرف في منصّة التتويج، ولم نشاهد الحركات الاستفزازية أو (الهستيرية) الخارجة عن الذوق والآداب العامة.
خلاصة القول : لقد حضر الزعيم الملكي يوم الخميس في مهمة إعادة ترتيب الكثير والكثير من الأوراق، وتصحيح الكثير من الأخطاء.