سليمان الجعيلان
في تمام الساعة السادسة من عصر يوم الخميس الماضي وقبل انطلاق مباراة الهلال والنصر المرتقبة بثلاث ساعات تقريباً امتلأت جميع المقاعد المخصصة لجمهور نادي الهلال في مدرجات استاد الملك فهد تماماً، وكان لا بُدَّ من ردة فعل مسؤولة وسريعة واتخاذ قرار حازم وشجاع في حينه لحل أزمة أمنية طارئة ومنع مشكلة جماهيرية استثنائية في استيعاب الأعداد الهائلة والكبيرة من الجماهير الرياضية المتواجدة داخل محيط الاستاد بكثافة والمتكدسة خارج أسوار الملعب بأعداد ضخمة، والذين جاءوا من مناطق مختلفة من المملكة وباتوا ينتظرون السماح لهم بالدخول للمدرجات لحضور مباراة الديربي وتتويج فريق الهلال بالدوري فتصدى لهذه القضية الأمنية وواجه هذه المهمة الصعبة رجال الأمن بكل مسؤولية وبسالة وبكل عزيمة وشجاعة عندما قرر رجال الأمن المتواجدون والمسؤولون عن أمن الملعب وسلامة الجمهور فتح بقية المدرجات الخالية والخاوية من الجماهير النصراوية قبل انطلاقة المباراة بساعتين لبقية الجماهير الرياضية، غير آبهين أو مكترثين لردة الفعل المحتقنة أو المتشنجة والتي كانت تبحث عن انتصارات شخصية حتى وان كان على حساب سلامة الجماهير السعودية!!..
وتتحمل حقيقة إدارة نادي النصر هذه الربكة التنظيمية والتي كادت أن تتحول إلى كارثة جماهيرية لان إدارة النصر رفضت أن تتعامل مع الموقف وامتنعت عن تعزيز المنافسة وأصرت على شحن الأجواء الجماهيرية بافتعال وتصعيد قضية عدم التنازل عن الـ 50 في المئة من مقاعد جمهور النصر، على الرغم من أن إدارة النصر تعلم جيداً أن الجماهير النصراوية لن تحضر مباراة فريقهم وتتويج فريق الهلال بالدوري أمام أنظارهم!!..
لكن بصراحة وبكل تجرد ما حدث داخل استاد الملك فهد يوم الخميس الماضي من حسن في التصرف وسرعة التعامل مع الموقف، هو امتداد واستمرار للنجاحات الأمنية المتتالية والمتتابعة لوزارة الداخلية بكل أجهزتها الأمنية وقطاعاتها الحيوية بقيادة رجل الأمن الأول سمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف في المناسبات الدينية في الحج أو العمرة بل وعلى كافة الأصعدة، وما التنظيم الأمني الرائع في ظل وجود أكثر من (30) ألف مشجع خارج المدرجات وموجودين عند البوابات وفي مواقف السيارات وسرعة تعامل رجال الأمن مع الموقف بكل حكمة وحنكة للحفاظ على سلامة الجمهور السعودي أولاً، والمحافظة على الأمن داخل استاد الملك فهد ثانياً إلا دليل وبرهان على تمرس رجال الأمن السعودي في مواجهة المواقف الطارئة والأزمات الصعبة وهو إثبات وتأكيد بأن الرياضة السعودية كانت وما زالت وستظل - بإذن الله - بأمن وأمان بوجود رجال الأمن الأبطال!!.
على كل حال وبكل اختصار لقد قدم جهاز الأمن السعودي درساً جديداً في تحمل المسؤولية وفي إجادة التعامل مع الأزمات الطارئة، وفي حسن التصرف في المواقف الصعبة في مباراة تتويج الهلال أمام فريق النصر، لذلك أتمنى أن يستفيد من هذا الدرس الإداري والأمني كل المسؤولين والعاملين في المنظومة والمؤسسة الرياضية السعودية من خلال مواجهة القضايا الرياضية بكل شجاعة ومسؤولية، والتخلص من المواقف المترددة والابتعاد عن القرارات الموجهة وعدم الاستسلام للقضايا المفتعلة والحملات المنظمة التي تفتعلها بعض إدارات الأندية لتغطية الفشل الإداري وإخفاء الإخفاق الفني!!.
5 وبس
بخماسية معتادة ضرب الهلال فأوجع النصر في مباراة كانت مثيرة بين الفريقين حضرت فيها المتعة الكروية وأضفى عليها الحضور الجماهيري الهلالي الكبير طابع المباريات النهائية، وأعادت جزءا يسيرا من قوة وجمالية كرة القدم السعودية وبرهنت على الفوارق الفنية بين الهلال واقرب منافسيه، وأكدت أحقيته بتحقيق دوري جميل عن استحقاق وجدارة عندما استطاع المدير الفني للهلال السيد رامون دياز أن يصنع فريقاً واثقا من نفسه داخل الملعب لا يهتز إذا سجل في مرماه، ولا يرتبك إذا تأخر في تسجيل الأهداف ويستطيع أن يعود للمباراة من الباب الكبير ويضاعف النتيجة وبأهداف غزيرة حتى على الأندية المنافسة، كما حدث في مباراة الهلال أمام النصر التي عادل فيها فريق النصر النتيجة ولكن أنهاها الهلال بنتيجة كبيرة وعريضة قوامها (5) أهداف أشكال وألوان في مرمى النصر.. حقيقة من يتابع ويراقب مباريات الهلال من بعد قدوم السيد رامون دياز سيجد تغييرا جذريا في روح بعض لاعبي الهلال وتطورا كبيرا في حماس ورغبة الفوز عند جميع لاعبي الهلال، وكأن الروح الهلالية التي (غُيبت) في السنوات الماضية ولدت من جديد وهذا يحسب للمدرب الأرجنتيني والأخصائي النفسي رامون دياز الذي نجح في صناعة فريق مهاب داخل الملعب ويهاب خارج الملعب!!..
عموماً لم تكن الجولة الأخيرة من دوري جميل لفريقي الهلال والنصر طبيعية ولم تكن نهاية مباريات فريقي الهلال والنصر في الدوري عادية بل كانت نهاية استثنائية لفريق الهلال ومأساوية لفريق النصر، عندما استعاد فريق الهلال هيمنته وتزعمه للأرقام القياسية في الدوري وبعد أن عاد فريق النصر للخسائر بخماسية هي من غيرت من وسم (صدارة_بس ) والذي أطلقه جمهور فريق الهلال في موقع التواصل الاجتماعي تويتر منذ تصدره لجدول الدوري، فأصبح عقب نهاية مباراة الهلال والنصر (5 _وبس) في إشارة إلى أن فوز الهلال على النصر بخماسية أصبح ثقافة هلالية!!.