جاسر عبدالعزيز الجاسر
نعود لحوار الأمير محمد بن سلمان الذي أجراه الزميل الأستاذ داود الشريان، ونواصل حديثنا الذي حصرناه بالشق السياسي، ونكمل ما بدأناه من علاقة مع نظام ملالي إيران وهل يمكن بناء علاقة مع مثل هذا النظام الطائفي، بفتح حوار كما تساءل الزميل الشريان.
الرد كان واضحاً وصادقاً دون مواربة ولا تزويق ولا تلاعب في الكلمات، فالكل يعرف ويعلم استحالة الوصول إلى نقطة لقاء مع مثل هذا النظام الذي يتبنى مشروعا طائفيا ومذهبيا إقصائيا ويعمل دون مواربة على تنفيذه من خلال جعله مشروعا جنّد له كل موارد إيران وحرمان شعوبها من العيش في مستوى مقبول في الحياة الإنسانية ومتطلبات الإنسان في العيش الكريم وتوفير الحاجيات الصحية والإنسانية من غذاء وسكن، وغيرها مما حرم منها الإنسان في إيران، ولم يقتصر الحرمان على الشعوب الإيرانية الأخرى، بل شمل حتى الفرس ومن يدين بالمذهب الشيعي، فهؤلاء الوعاء العرقي والمذهبي للنظام الحاكم في إيران الذي يديره الملالي ليس لديهم سوى مشروع مقدم على غيره مشروع يجري فرضه ليس على الإيرانيين فحسب بل فرضه على كل المسلمين عبر الأذرع الإرهابية «المليشيات الطائفية» التي تستنزف موارد إيران التي توجه للصرف على تنفيذ الأعمال الإرهابية وحرمان الشعوب الإيرانية التي تواجه الجوع والموت لقلة الاهتمام بصحته وعيشه وسكنه، وتعمل أذرع الملالي الإرهابية على فرض مشروع ملالي إيران عبر نهج ولاية الفقيه التي وحسب مشروعهم تؤسس لعودة المهدي الذي يجب على كل المسلمين تهيئة أفكارهم لتطبيق مشروعهم الطائفي، ولهذا فقد وجهوا أذرعتهم الإرهابية «المليشيات الطائفية» بدءًا بلبنان من خلال مليشيات الملا حسن نصر الله، ثم في العراق عبر مجموعة من عملائهم وسوريا عبر نظام فرض على السوريين التبعية لعائلة طائفية أوصلت البلاد إلى وضع مأساوي لا شبيه له في بلاد أخرى، واليمن عبر الحوثيين الذين أعادوهم للحياة المذهبية والسياسية مستعيدينهم من هوامش تاريخ اليمن، وهو ما حاولوا تنفيذه في البحرين ودول عربية أخرى منها خليجية وأخرى أفريقية كالسودان والمغرب والجزائر ومصر.
هذا النظام الذي يقوده مجموعة من الملالي تعمل بلا هوادة على تضليل العامة باسم المذهب وتدعي الدفاع عن أتباع المذهب رغم فرضهم الانحراف الفكري على أتباعهم عبر تبنيهم نظرية ولاية الفقيه واعتبار كل من لا يأخذ بها خارجاً عن الملة، ورغم اضطهادهم وإيذائهم من أتباع المذهب الذين لا يتوافقون معهم في الانتماء العرقي واللغوي كالشيعة في الأحواز وفي أذربيجان بل وحتى أهل الشيعة العرب الذين يعارضونهم في العراق ولبنان ودول الخليج.
هذا النظام الكهنوتي الطائفي كيف يمكن فتح حوار معه لبناء علاقة سوية معه وهو الذي غدر بكل المسلمين وحاول خداعنا نحن هنا في المملكة عبر ادعاء رؤساء سابقين سعيهم إلى معالجة تجاوزات منظماتهم وفرقهم المتطرفة التي تتقاسم السلطة في طهران.
نظام أثبت للجميع استحالة التعامل معه وليس بدء حوار أو تفاهم، ولا يصلح العمل معهم سوى مساعدة الأحرار في إيران للتخلص منه.