د. عبدالواحد الحميد
حققت شركة سابك صافي أرباح قدرها 5.24 مليار ريال في الربع الأول من هذا العام 2017 مقابل أرباح قدرها 2.91 مليار ريال في الربع الأول من عام 2016، أي بارتفاع قدره ثمانين بالمائة. وكانت الشركة قد حققت في الربع السابق وهو الربع الأخير من عام 2016 أرباحاً قدرها 3.46 مليار ريال.
وتعزى هذه النتائج الطيبة إلى عوامل عديدة يأتي من ضمنها إجراءات إعادة الهيكلة التي قامت بها الشركة، وكذلك نمو السوق الصيني الذي تجاوز معدل 6,5 بالمائة مما أدى إلى زيادة مبيعات سابك في ذلك السوق بنسبة 3 بالمائة وذلك بالمقارنة مع المبيعات في نفس الفترة من العام الماضي.
هناك أيضا عوامل أخرى تتعلق بنمو الاقتصاد في مناطق أخرى من العالم، لكن اللافت للانتباه هو ما ذكره الرئيس التنفيذي لسابك يوسف بن عبدالله البنيان في مؤتمر صحفي عُقد في الأسبوع الماضي بمدينة الرياض عندما قال إن «البحث والتطوير كان لهما تأثير بالغ على تحسين أداء الشركة في منتجات معينة، حيث قدمت سابك 850 حلاً مبتكراً خلال عام 2016، ما ساعدها في الحصول على قيمة مضافة أعلى لبعض المنتجات المطروحة بالأسواق».
ربما يكون هذا العنصر هو أهم العناصر التي تدفع إلى التفاؤل بمستقبل شركتنا الوطنية العملاقة وخاصة في المدى الطويل. فتذبذب الأسواق والدورات الاقتصادية التي تحدث في بلدان العالم تؤثر في النمو وفي الطلب على السلع والخدمات ولا بد أن تنعكس على صناعة البتروكيماويات وهي أمور لا بد من حدوثها لأسباب تتعلق بطبيعة الاقتصاد العالمي، لكن المهم هو قدرة سابك على الصمود أمام التحديات التي تتعلق بتطورات صناعة البتروكيماويات العالمية نفسها وما تتعرض له الشركة من منافسة من الشركات الأخرى ومن المنتجات البديلة. ولا يتحقق الصمود إلا عندما تستطيع الشركة أن تتميز عن الشركات الأخرى بقدرتها على التطوير والابتكار.
إن هذا هو التحدي الذي يواجه سابك ويواجه كل شركاتنا الوطنية التي تُصَدِّر منتجاتها إلى الخارج أو تتنافس مع شركات أجنبية داخل سوقنا المحلي. وحيث إن المملكة تتمتع بثقل عالمي كبير في مجال البتروكيماويات والنفط، فإن المنطقي هو أن تكون لها ريادة في التطوير والابتكار في كل ما يتعلق بصناعة البتروكيماويات والنفط، لكن الغريب هو أن بعض الدول التي لا تملك المواد الخام في البتروكيماويات وليس لديها موارد بترولية هي التي تملك الريادة في تطوير وابتكار منتجات كثيرة في هذا المجال.
نتمنى ونتوقع أن يكون للتطوير والابتكار أولوية لدى سابك ولدى أرامكو وغيرهما من شركاتنا العملاقة في مرحلة التحول الكبير الذي يشهده الاقتصاد السعودي بحيث تصبح هذه الشركات مُصَدِّرة للتقنية المتعلقة بهذه الصناعة وليس فقط تصدير منتجاتها البتروكيماوية والنفط.