فهد بن جليد
اختيار الرئيس الأمريكي ترامب للرياض (كمحطة أولى) لزياراته الخارجية، حدث تاريخي وعالمي مهم جداً علينا استثماره إعلامياً بالشكل المُناسب، قبل أن تخطفه بعض وسائل الإعلام المأجورة في الإعلام الأمريكي والغربي والعربي كما هو متوقع دائماً، خدمة لمصالح وأجندات مشبوهة مُعادية للمملكة والعرب والمُسلمين وللسلام العالمي.
وسائل الإعلام السعودية عليها دور كبير مُرتقب - قبل وأثناء وبعد - زيارة ترامب، لتوظف كل إمكاناتها بالشكل الصحيح والمدروس لخدمة مصالحنا، وإبراز قيمة ودلالات الحدث العالمي الأول من نوعه، والذي هو بمثابة اعتراف وإنصاف بمكانة وقوة السعودية كقائدة للعالمين الإسلامي والعربي، وكمفتاح الإدارة الأمريكية الصادق لحل المُشكلات والتعقيدات في الشرق الأوسط بفضل مكانتها وثقلها وتوجهاتها التي تخدم السلام والاستقرار العالمي، كإحدى أكبر الاقتصاديات العالمية.
ترامب عندما خالف برتوكول سابقيه من الرؤساء الأمريكيين الذين عادة ما يختارون محطات تقليدية مُحددة لوجهاتهم الأولى، يعلم إلى أين هو ذاهب، وما هو حجم ومكانة وثقل البلد الذي يفتتح به جولاته العالمية كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، ومن هو أول زعيم عالمي سيلتقيه خارج أمريكا ويضع يده بيده، مما يؤكد قوة العلاقات السعودية - الأمريكية، ومتانة التحالف الذي أسس له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيَّب الله ثراه - وعزَّزه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في آخر زيارة مسؤول سعودي لأمريكا، كمُهندس ومُجدد لهذه العلاقات التاريخية بشكلها الجديد والمُبهر، والتحالف الذي صحح المعايير والموازين الأمريكية، والآثار السلبية التي خلفتها إدارة أوباما في المنطقة.
السياسة السعودية على مرّ العصور اشتهرت بالهدوء والصدق والاتزان، تجعل الأفعال دائماً هي من تتحدث عنها، ولا تبحث عن الترويج بالأقوال والشعارات، ولو كانت وجهة ترامب لبلد آخر (غير السعودية ) لوجدنا ما يملأ الأفاق، لذا أرى أنَّ من واجبنا كإعلاميين سعوديين - على الأقل - ألا نتوقف عن الحديث عن هذه الزيارة بمُساندة أشقائنا في وسائل الإعلام الخليجية والعربية، واختيار المُنصفين والعقلاء والمؤثرين في المنصات الإعلامية الدولية والعالمية، لتحليل أهدافها ونتائجها المرجوة، وإعطاء بلادنا وقادتنا ما يستحقونه من مكانة تليق بهم في هذه المرحلة التاريخية من السياسة السعودية الناجحة والمؤثرة عالمياً، والتي جعلت بلادنا الخيار الأول أمام أنظار الرئيس الأقوى عالمياً.. وللحديث بقية.
وعلى دروب الخير نلتقي.