كان يمكن أن تكون عودة الهلال لبطولته المفضلة المتمثلة بالدوري عادية بحكم أن الهلال تعود على تحقيق الإنجازات باستمرار ودون غياب حتى أصبحت البطولات عادة هلالية موسمية خلقت جيلاً جماهيرياً لا يرضى بغير المراكز الأولى. ولكن لأنه الهلال، فقد جاءت عودته إلى بطولته مختلفة، فقد هزم كل شيء وكسر كل الأرقام، وختمها بانتصار تاريخي شهد تحطيمه أرقاماً في النقاط والأهداف والانتصارات.
لهذا، كانت عودة مختلفة والاحتفالية الزرقاء مختلفة، وللهلاليين كل الحق في ذلك، فالزعيم الملكي الذي تخطى كل الحواجز والعقبات بأسلوب نادي الأفعال ترك انطباعاً لدى مناوئيه أن من الأفضل لهم عدم استفزاز واستثارة الهلال؛ ففي ذلك إحياء لروح التحدي التي يتفرد بها، وهذا ما حدث هذا الموسم.. فهزم كل منافسيه في ملاعبهم ووقف أمام التكتيك العتيق الذي ساعد آخرين وأخَّر الهلال في بعض المنافسات، فاستعان بأكبر قدر من الحكام الأجانب لينصف نفسه وينصف المنافسة الأكبر والأشرس والأقوى، فكانت الأرقام تاريخية.. الأكثر نقاطاً.. الأكثر أهدافاً.. الأكثر انتصاراً.. الأكثر فوزاً خارج أرضه.. الفريق الذي لم يخسر خارج أرضه ولهذا البطولة مميزة متفردة..
أما يوم الختام، فقد كان تاريخياً بشكله ومضمونه ونتيجته التاريخية التي ستظل حديث الوسط الرياضي والمنافسين والمتابعين؛ فالهلال قال كلمته الأخيرة وعلى طريقة محمد العرب «نحن هنا أين أنتم»: مبروك للهلال والهلاليين بطولة تاريخية بأحداثها وتفاصيلها، ولا عجب في ذلك فالزعيم يصنع التاريخ ويكتبه.
- «الجزيرة»