عبدالله العجلان
انتهى دوري جميل 2017 م، البطولة المعروفة في كل دول العالم أنها الأقوى والأصعب والأكثر تعقيداً، والمعيار الصحيح والدقيق لتحديد الناجح والفاشل، الأفضل والأسوأ، من يخطط ويعمل ويبذل ومن يتداعى ويتخاذل ويتكاسل، فقد جاء تصنيف الفرق وجدول الترتيب في ختامه عادلاً ومنطقياً ومنصفاً للجميع في المقدمة والمؤخرة، حقق فيه الهلال كأس البطولة، وحطم من خلاله الأرقام في عدد النقاط والأهداف ومرات الفوز وتعداد الحكام الأجانب، وحقائق ووقائع أخرى وثّقت مجدداً زعامته، وأثبتت تفرده وتفوقه وأنه الفريق الذي دائماً ما يجيد صياغة مجده، ويعرف كيف ومتى وأين يصنع منجزاته..؟
ليس جديداً ولا غريباً أن يحقق الهلال الدوري وهو الذي سبق أن حاز عليه 13 مرة ، بيْد أنه هذه المرة وفي الرقم 14 ظهر بصورة الفريق الحازم الحاسم في نيل مبتغاه، فلم يترك للأطراف الأخرى الرسمية والمنافسة أية فرصة لتعطيله، حيث تبين أن هنالك من خطط وقرر ونفذ وتحمس للتآمر عليه، ما جعل إدارة الأمير نواف بن سعد تعمل، ليس فقط على تحضير فريقها، بل قطعت الطريق على كل محاولات ومخططات إبعاده عن المنافسة، فكان قرار الاستعانة بالحكم الأجنبي في مواجهات الدوري المتبقية هو من منح الفريق الأزرق الضوء الأخضر لإكمال مسيرته بكل قوة عدالة وثقة واطمئنان، إضافة إلى القرارات الفنية المذهلة وأهمها وأبرزها وأكثرها تأثيراً التعاقد مع المدرب الأرجنتيني الشهير رامون دياز، وكذلك استقطاب عدد غير قليل من النجوم السعوديين وغير السعوديين، الأمر الذي ساهم في ارتفاع مستوى الفريق وانضباطيته وتوفر البديل المؤهل الجاهز في دكة احتياطه..
الأكيد أن دوري هذا الموسم لم يكن بالنسبة لمسيري الهلال كما بطولات الدوري السابقة، بسبب غياب السنوات الخمس والتي تمثل للهلاليين أزمة أشبه بالكارثة، ما أدى إلى وجود حالة استنفار واسعة شاركت فيها أطراف شرفية داعمة مالياً ومعنوياً، كما برز بوضوح الدور الكبير في الفكر ورسم خارطة البطولة والإعداد لها باحترافية ونظرة ثاقبة بقيادة الرئيس الفذ والخبير الأمير نواف بن سعد، باختصار شديد الهلاليون تفرغوا هذا الموسم لإنجاح مشروعهم وتحقيق إنجازهم بجهود غير مسبوقة وإسهامات متعددة ومتنوعة هي من جعلت بطولتهم رقم 55 مختلفة مميزة في أرقامها ومذاقها وتفاصيلها، وهي كذلك من أسست للهلال مرحلة بناء وعطاء جديدة، سيكون لها نتائجها ومخرجاتها وآثارها الإيجابية على الفريق الأزرق والنادي عموماً حاضراً ومستقبلاً..
الطائي إلى أين؟!
لم يمر على الطائي منذ صعوده لدوري الدرجة الأولى قبل أربعين عاماً موسم صعب مزعج مخيف، كما هذا الموسم الذي حبس فيه أنفاس جماهيره حتى اللحظات الأخيرة من عمر الدوري، كان بالفعل موسماً استثنائياً غريباً، فبالرغم من التحركات الإدارية والشرفية والجماهيرية، إلا أن النتائج في أكثر من مباراة كانت مخيبة للآمال، ولا تعكس حجم العمل الإداري الكبير برئاسة الخلوق اللواء عبد الله العديلي والدعم الشرفي المشهود، وتحديداً من أسماء معروفة بمواقفها الدائمة ومبادراتها السخية وفي مقدمتها الباذل الكريم المعطاء المهندس سعود الصقيه..
ما جرى هذا الموسم يجب أن يكون درساً يعيه ويستوعبه كل من ينتمي للطائي وتهمه مصلحته ومستقبله، والبدء بموجبه مبكراً بإعادة ترتيب أوراق الفريق والتعرف على مشاكله وأمراضه، والعمل على إقناع الرئيس العديلي بالاستمرار مع دعمه والوقوف معه مالياً وإدارياً، كذلك الحال بالنسبة للجنة الفنية بقيادة النجمين الخبيرين ناصر الحماد وزبن الصادر، والمدرب التونسي الناجح مكرم عبد الله، أما إذا حدث العكس وانشغل الطائيون بأفراح البقاء واكتفوا به كمنجز، فهذا يعني أن الفريق في طريقه للمزيد من الانهيار والتدهور والضياع..
الطائي يملك كل أدوات ومواصفات ومقومات عودته لسابق مجده وتألقه مع الكبار، شريطة ألا يربك ويضغط نفسه باستعجال تحقيق أهدافه ويبالغ في طموحاته ويكابر في معالجة مشاكله، على محبيه أن يبدؤوا أولاً بتقوية وتنظيم الفئات السنية، لتكون الرافد لدعم الفريق بالنجوم من أبناء النادي بدلاً من إنفاق الملايين على صفقات مكلفة ومرهقة مع منسقي الفرق الأخرى، لم ينجح منهم على مدى السنوات الطويلة الماضية سوى القليل، عليهم أن يعيدوا التماسك والتفاهم والتعاون بين سائر مكوناته، ويوفروا للإدارة والأجهزة الفنية البيئة الصحية المحفزة للارتقاء بالعمل بهدوء وبلا منغصات أو تدخلات ضررها على الفريق أكثر من نفعها..