يوسف بن محمد العتيق
لم يكن مشهداً مستغرباً لمن درس تاريخ الإدارة في المملكة العربية السعودية أن نجد خادم الحرمين الشريفين يدفع بمجموعة من الأمراء الشباب ليكونوا على رأس السلطة الإدارية في العديد من مناطق الوطن، وقد تم تكليفهم وتشريفهم بخدمة المواطن.
من درس تاريخ هذا الوطن يجد أن الملك المؤسس -رحمه الله تعالى- كان رائداً في هذا المجال، فقد أوكل إمارات بعض المناطق لمجموعة من أصحاب السمو ليكونوا في هذه المواقع المهمة ليكون ولي الأمر على علم دقيق ويومي بهموم المواطن ومعرفة طلباته واحتياجاته.
فمن الأمثلة الحاضرة في هذا المجال التي لم تغفلها المدونات التاريخية أن الملك عبدالعزيز عيَّن ابنه سلطان أميراً على الرياض وهو في العشرين من عمره، وعيَّن في الوقت نفسه شقيقه الأمير نايف وكيلاً له وهو دون العشرين بسنوات عدة، وبعد أن غادر الأمير سلطان إمارة الرياض ليعمل في موقع آخر كان الأمير نايف نفسه أميراً على الرياض وهو في العشرين أيضاً.
هذان الشاهدان وغيرهما كثير تؤكد أن دفع الشباب إلى هذه المواقع القيادية المهمة إنما هو رؤية إدارية توارثها حكام هذه البلاد من عبد العزيز المؤسس إلى سلمان الحزم والإدارة.
وهو قبل ذلك منهج نبوي كريم في دفع الشباب من سن مبكرة للقيام بواجبهم في خدمة مجتمعاتهم وتحقيق تطلعات ولاة الأمر في كل مكان وزمان.