د. ناهد باشطح
فاصلة :
«الحب يتحدث حتى بشفتين مقفلتين»
-حكمة عالمية-
ماذا لو أغضبت جميع أصدقائي من سيبقى منهم يحبني رغم أني أغضبته!!
لن أغضب أصدقائي لأني أحبهم لكني أيضا أحب ذاتي ولا أسمح أن تكون مستغلة بأي حال من الأحوال، لذلك علي أن أكون أنا وليس هم ومن سيغضب ويبتعد فقد اختار الرحيل، وعلمني درساً عميقاً ليس كل الأصدقاء أحبّة.
رغم تجارب الحياة ولحظات السعادة المفعمة بالحب لأصدقائنا، رغم ساعات الحزن المنغمسة في الإحباط لخيبات الأمل من أصدقائنا يظل الغضب مقياساً يفاجئني حين يخرج ما في القلوب من تراكمات لا ننتبه إليها وسط ضجيج الحياة.
حينها أتساءل هل لدي الشجاعة الكافية لأختبر أصدقائي؟
الاختبار بحد ذاته يضع علاقاتنا على المحك وهذه خطوة لا تكون في صالح أي علاقة صحية.
اختبار مشاعر الآخرين أحد أهم السلوكيات التي ترهق علاقاتنا بالآخرين
اختبار مكانتنا لديهم... اختبار مقدار تمسكهم بالعلاقة.
كل هذه الأفكار لا تصلح لتأسيس أي علاقة أو الاستمرار في أي علاقة سواء كانت في الحياة أو الدراسة أو العمل.
الاختبار يسمونه المختصون في العلاقات «اللعبة» ويحذرون أطراف أي علاقة أن يلجأوا إلى اللعبة أي وضع الطرف الآخر في اختبار.
لذلك ربما ليس من الحكمة أن أغضب أصدقائي لأختبر مشاعرهم لكن من الحكمة أنه إن غضب أصدقائي ورحلوا فعلي أن أعرف أن الذين يحبونني بصدق لن يرحلون وهؤلاء فيما يبدو كالخل الوفي في حياتنا ذات الإيقاع السريع.
ولذلك تخيب آمالنا في البعض حين نكتشف أنهم غضبوا وابتعدوا وقد كانوا ملء أبصارنا.
هم في الحقيقة ابتعدوا لأنهم لم يفهموا أن الخلاف في الرأي ليس معيارًا للصداقة فالأجمل أن نختلف ثم نتفق ثم نختلف، هذا يجعل مساحة التعلم أعمق في العلاقة.
هذا المقال تمت كتابته في لحظة خيبة أمل اجترت عدداً من الأصدقاء الغائبين إلى الذاكرة اعتبروه مثل قصيدة شاعر قالها في لحظة انفعال عاطفي ثم أكمل طريقه وأبقانا نجتر أحزانه.