ليلة الأحد السادس والعشرين من رجب لم تكن ليلة عادية بل كانت ليلة استثنائية، حيث وصل هرمون السعادة لدى الشعب السعودي إلى أقصى مداه! وهم يستقبلون بفرح هدايا الوالد القائد واحدة تلو الأخرى، تسمر الناس أمام شاشة القناة الأولى ليستمعوا إلى ما أسعدهم وسر قلوبهم، كبارا وصغارا، طلابا وموظفين، ثم راحوا يتبادلون رسائل اشتملت على التهاني والتبريكات! وتلك الرسائل هي حالة طبيعية أنتجتها مشاعر الفرح التي أنتجت كل ذلك الخليط الجميل من المشاعر والرسائل، وهي نتاج طبيعي اجتماعي ترصد حال المجتمع وتفاعله مع الأحداث والأخبار. لكن حجم التفاعل فاق التوقعات، فحالة الفرح الجماعية عمت الكبار والصغار، وقد شاهدنا مقاطع فيديو لأشخاص يقفون ويرقصون فرحاً وهم يسمعون تلك الأوامر الملكية سواء من رواد الأسواق أو المقاهي، أو ممن جمعتهم الاستراحات والبيوت متحلقين حول التلفزيون، حيث كان هناك ما يستحق الاجتماع والاستماع. ولم لا فالحدث بجملته، كان حدثا وطنيا بامتياز، فقائد الوطن يشعر بما يريد المواطن فكانت هذه القرارات التاريخية، ومن الطبيعي أن تكون الرسائل المتبادلة تتضمن الثناء والدعاء للملك سلمان بأن يطيل الله في عمره ويسعده في دنياه وآخرته، فلقد كانت قرارات وأوامر قائد الحزم كافية لأن تشعل الفرحة في قلوب شعب سهرفرحا حتى وقت متأخر بعد أن احتل الفرح مساحات النوم، أنه قائد محب لشعبه، قائد يسعد لسعادة الناس وتزعجه شكواهم لأنه قريب منهم، فمتى كان سلمان (الإنسان) بعيداً عن سماع صوت الناس؟ فهو معهم لأنه منهم، لقد كان دائما قريبا من نبض الشارع، ولذلك كانت هذه القرارات معبرة عن قرب القيادة من الشعب. وان شعبا هذه هي قيادته لهو شعب أكرمه وأحبه الله، وان قيادة هذا هو شعبها لهي قيادة أكرمها وأحبها الله وباركها.. إنها حالة من حالات نادرة أن تكون القيادة والشعب في هذا التناغم والتكامل والقرب والثقة المتبادلة، وهذه نعمة ومنة من الله تعالى أسبغها على القيادة والشعب، تستحق الشكر والثناء على مقدر النعم ومانحها، فاللهم لك الشكر من قبل ومن بعد، واللهم أسعدنا بقيادتنا وأسعد قيادتنا بنا، وفي هذا البلد نحن موعودون بالخير دائما، وعلينا أن نكون واعين ومدركين لما تنفثه أفاعي الشر وأبواقها الإعلامية ومواقعها المشبوهة التي لا تريد بهذا البلد خيرا، إننا في بلد الحرمين مطمئنون إلى عناية الله بنا، ليهيئ لنا القيادات الصالحة المؤمنةوهي نعم تتطلب منا الشكر، لأنه بالشكر تدوم النعم..
alhoshanei@hotmail.com
alhoshanei @