"الجزيرة" - سلطان الحارثي:
احتفل الهلاليون مساء الخميس ببطولة الدوري رقم 14 والتي حققها الفريق الأول بعد موسم طويل وشاق، إذ كان التنافس على أشده، وكل فريق من الفرق الكبيرة يبحث عن اللقب الكبير، ولكن الزعيم الهلالي حضر كما ينبغي، وقال كلمته خلال 26 جولة.
الهلاليون وهم يحتفلون مساء الخميس، كان ينقص احتفالهم وجود وجه السعد، رئيسهم الذي بذل وأعطى، وقدم الغالي والنفيس، لرؤية هلال يسر المحبين، إذ غاب قسراً بعد وفاة الأمير مشعل بن عبدالعزيز -رحمه الله- ولكنّ الهلاليين لم ينسوه، وظلت أحاديثهم تذهب وتعود إليه، حيث يعتبر نواف بن سعد ربان السفينة، وقائد الانتصارات التي حققها فريقه.
"الجزيرة" اليوم تحتفي بالأمير نواف بن سعد الذي أعاد هيبة الزعيم الملكي، وذلك من خلال فكره وعمقه الكروي، ومن خلال حكمته ورزانته، ومن خلال تعاطيه الإعلامي المتزن، ومن خلال إدارته للأمور بحنكة كبيرة وخالية من العاطفة.
الجزيرة وهي تحتفي برئيس الفريق البطل من باب الإنصاف لرجل قدم الغالي والنفيس لفريقه، شاركها في احتفائها لاعبو الهلال القدامى، عبدالله الفودة (العمدة) وسعد مبارك وسعود الحماد.
في البداية أشار قائد الفريق السابق عبدالله فودة إلى أن الحديث عن الأمير نواف بن سعد يطول، فالأمير نواف اعتبره الرجل الصامت والرزين والحكيم والقوي، والذي لا يمكن أن تهزه الأعاصير، وقال: في مباراة الهلال والفتح والتي كانت هي المنعطف الأهم، لم يأت الفوز إلا في الثواني الأخيرة من المباراة، وبالرغم من ذلك لم نشاهد منه تصرفات غير محببة، بقدر ما فرح بهدوء، وقدم نفسه بالصورة المثالية التي تمثل المبادئ والقيم الهلالية.
وتابع: أنا عاجز عن إنصاف الأمير نواف بن سعد، فما قدمه هذا الموسم من جهد كبير لا يمكن لأحد أن ينكره، ويكفي كلمته التي دلت على قوته وحكمته، حيث قال (إلا الهلال)، وهذا جاء من دافع حب وعشق، كما أنه كان يحضر جميع المباريات، والمناسبات الهلالية.
وزاد: مجيء الأمير نواف بن سعد لرئاسة الهلال زاد من قوة النادي، حيث عمل الكثير والكثير، مما قاد الجمهور لدعمه وحبه، ونحن نعلم بأن محبة الجمهور الهلالي لرؤساء النادي لا تأتي بسهولة، ولكن الأمير نواف انتزعها بعمله وإخلاصه.
وأشار بأن تتويج الهلال مساء الخميس لم ينقصه إلا حضور نواف بن سعد، ولكن شاءت الأقدار وغاب.
واقترح الفودة على الهلاليين تكريم الأمير نواف، حيث قال: أوجّه لإدارة نادي الهلال هذا المقترح، وأقول حددوا يوما لتكريم الأمير نواف في النادي، وادعوا له الجمهور ليشارك في هذه الاحتفالية، فما قدمه الأمير نواف لنادي الهلال يستحق التكريم.
وأضاف: بالنسبة لي كلاعب سابق لا يمكن أن أنسى بأن الأمير نواف بن سعد حضر بعض اجتماعاتنا الشهرية، وقدم لنا كأس الملك وكأس السوبر كإهداء، وتحدث معنا بكلام يثلج الصدر، وقدم لنا بطاقات عضوية النادي، وتكفل بالاستراحة التي دائماً ما نجتمع فيها، وهذا تقدير من الأمير نواف للاعبين القدامى.
من جهته، أكد نجم فريق الهلال السابق سعد مبارك بأن الأمير نواف بن سعد يستحق الاحتفاء، ويستحق أن يحتفى به الجميع، وقال: ما عمله للهلال كبير جداً، فقد بدأ العمل لهذا الموسم منذ نهاية الموسم الماضي، وقام باستقطاب لاعبين محليين ذوي قيمة عالية مثل أسامة هوساوي وعبدالمجيد الرويلي وماجد النجراني وعبدالله المعيوف، وهؤلاء اللاعبين كانوا مؤثرين مع الهلال هذا الموسم، وساعدوا الفريق على تحقيق لقب الدوري، وهذا يحسب له، كما أن اهتمامه باللاعبين الأجانب كبير، وأظن بأن الهلال وفق كثيراً بجلب ميليسي الذي قدم نفسه بصورة مميزة جداً، كما أن الإبقاء على إدواردو كان قراراً حكيماً، فإدواردو في نهاية هذا الموسم عاد لمستوياته الكبيرة، كما وفق الأمير نواف في استقطاب جهاز فني مميز وذلك بقيادة الأرجنتيني دياز الذي قدم مع الهلال مستويات كبيرة.
وأضاف مبارك: الأمير نواف كفّى ووفّى، ونقول له: بيض الله وجهك، فقد قدمت هلالاً مميزاً، وحقق الدوري بأرقام غير مسبوقة، وإن شاء الله تستمر المسيرة ليحصد ذهب كأس الملك، وذهب آسيا.
وشدد مبارك بأن الأمير نواف بن سعد أخ وصديق وإن كان الأمير قد عتب عليه في مرحلة سابقة، إلا أن ذلك العتب جاء من باب محبة الهلال، وقال: يبقى عمله شاهداً له، فقد قدم جهدا كبيرا لإعادة الهلال لبطولة الدوري، ونال ذلك وبأرقام لم يسبقه إليها أحد، وهذا جاء بفضل الله ثم بفضل الجهود الكبيرة التي قدمها الأمير نواف بن سعد وإدارته.
من جانبه، شدد المهاجم السابق سعود الحماد على أن الأمير نواف بن سعد يملك كاريزما القائد الناجح، إذ قاد الهلال بفكره وتخطيطه وتنظيمه، واستشارته للشرفيين، حيث لم ينفرد بالرأي لوحده، وقدم عملاً مميزاً، واستطاع من خلاله التميز، وحصد الذهب، وكسب أهم بطولة في الموسم.. وقال: حصول الهلال على هذه البطولة جاء مترافقاً مع كسر عدة أرقام، حيث وصل للنقطة الـ66، كما يعتبر الهلال أكثر الفرق فوزاً وأهدافاً، وأقلهم خسارة، وكان الختام مميزاً، بتتويج مميز.
وأضاف: اتفق الجميع على أن الأمير نواف بن سعد هو الرئيس الأفضل من بعد توليه رئاسة الزعيم الملكي، وكنا متأكدين بأنه رجل المرحلة، وقد حصل ذلك".
وشدد الحماد على أن الأمير نواف بن سعد استطاع في بداية هذا الموسم أن يجلب لاعبين محليين صنعوا الفارق مع الفريق الهلالي، واستطاع أن يجلب مدرباً متمكناً والذي يعتبر نقطة تحول في الفريق الهلالي.
وتابع: كما يحسب للأمير نواف بأنه لم يرض بالإساءة لا على الهلال ولا على نجوم الهلال ولا على الجهازين الفني والإداري ولا حتى على الجماهير، وأي شخص يسيء للفريق يُحاسب، وهذا أعطى استقراراً للفريق، وجعله في أفضل حالاته، وأراح الجميع.
وأشار الحماد إلى أن تحقيق لقب الدوري مكن الهلال من حجز مقعد له في آسيا، ومقعد في السوبر السعودي، وقال: هذا على مستوى الفريق الأول، أما إنجاز الفريق الأولمبي وفريق الشباب وتحقيقهما للقب الدوري، فهو يحسب للأمير نواف الذي لم يجعل اهتمامه منصّب على الفريق الأول فقط.
وأيد الحماد، مقترح فودة الذي أشار بأنه يتمنى عمل احتفالية خاصة بالأمير نواف بن سعد، حيث قال الحماد: "اتفق مع هذا الرأي، فالأمير نواف يستحق التكريم والاحتفاء، وأتمنى أن يشارك في هذه الاحتفالية أعضاء الشرف واللاعبين القدامى والجمهور الهلالي، وذلك تقديراً ووفاءً لمن يستحق الوفاء، ولمن أسعد محبي الزعيم.
من جهته أكد مدير تحرير مجلة اليمامة الإعلامي القدير الزميل الأستاذ سعود العتيبي بأن الأمير نواف بن سعد يعتبر شخصية متطورة، واستطاع بفكره أن يعيد شخصية الهلال التي كانت مشوهة، وصبر وعانى، وتحمل الضغوط، وتحمل الجمهور الذي لم يكن يرغب بالأعذار، وكان الوقت لا يسعفه لتحقيق ما يرغب، أو هكذا كنا نعتقد، ولكنه نجح لأن رؤيته كانت مميزة، وهدفه كان واضحاً، واستعان بأدوات تنفيذية جيدة.
وعن القرار المفصلي الذي اتخذه الأمير نواف بن سعد في هذا الموسم، قال: إقالته للمدرب السابق جوستافو قرار مفصلي، إذ لم يكرر غلطته مع دونيس والذي كابر عليه وأبقاه حتى خسر الدوري وكأس الملك، ولكنه هذا الموسم وحينما أخفق المدرب السابق جوستافو أقاله وجلب البديل المميز، وهذا دليل على تطور الأمير نواف واستفادته من الأخطاء.
وطالب العتيبي بتكريم الأمير نواف بن سعد في مقر النادي، وقال: غياب الأمير نواف بن سعد في يوم تتويج فريق الهلال لظرف وفاة الأمير مشعل بن عبدالعزيز كان مثلمة، ويجب أن تُغلق، ولن تُغلق حتى يتم تكريم الأمير نواف بن سعد في مقر النادي تكريم جماهيري يليق به.