سمر المقرن
لم أتمكن من التوقف عن الضحك وأنا أقرأ الشكوى التي توجه بها السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة غلام علي خوشرو، وهو «يتبكبك» من تصريحات ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لأنه قال: (سننقل المعركة إلى الداخل الإيراني).. المضحك «جداً» في الموضوع أن السفير الإيراني أخذ الجملة كما يأخذ بعض المجتهدين (ولا تقربوا الصلاة) ولم يُكمل التصريحات كما جاءت في سياقها عندما قال :(لن نسمح بوصول إيران إلى قبة المسلمين ولن نسمح بأن تكون معركة إيران داخل السعودية).. وبكل بجاحة تأتي هذه الشكوى في سياق أتركونا نُفسد في السعودية ودول الخليج العربي براحتنا، كما فعلت في البحرين حينما أرادت أن تتلفح وشاح ما يُسمى بالربيع العربي، وتُطلق جنودها المدنيين «المدربين» ليفسدوا في البحرين باسم الحقوق والمطالب، وزرع الخلايا والجواسيس في الكويت، واحتلال جزر الإمارات، وأفعالها المشينة بالضفة الشرقية للمملكة وما زال جنودها يستغلون كل فرصة ولا يتوانون أو يرتدعون عن إرهاب المنطقة وقتل رجال الأمن بل حتى لم يسلم أهاليهم من نفس المنطقة من اعتداءاتهم لأنهم رفضوا إرهابهم وأعمالهم التخريبية!
السفير الإيراني بلا أي خجل ولا أي رادع، يتقدم بشكوى لأن الأمير السعودي يُفسد عليهم مخططات عمائم إيران، وكأنه يقول أتركونا نُفسد كما نشاء ونعمل على أجنداتنا التخريبية كيفما نشاء ونُجند من نصطاد من الخونة الأكفاء!
إن هذه الشكوى بمثابة اعتراف وإقرار بالمنهجية الإيرانية التي تحملها كعقيدة في سبيل التمدد الصفوي الذي يستغل كل حدث في سبيل تحقيق أهدافه. وها هو الخراب يطعن في منطقتنا من يوم لآخر، وما أحداث الحج ببعيدة فحتى بيت الله الحرام وزواره وفي الشهر الحرام لم يسلم من الخراب الإيراني، الذي تجاوز كل الحدود ولم يتوقف لا أمام دين ولا أخلاق ولا أي شيء يُمكن أن يقتلع الفكرة الإيرانية المذهبية التي تنتظر وهم النجدة من داخل السرداب!
التاريخ الإيراني ملوث بكل أنواع الفساد والتخريب والإرهاب، المنطقة العربية كلها تئن من الوجع بسبب إيران، فرقة وشتات وحروب وإرهاب كله من تحت رأس الأفعى إيران، حتى الحيوانات والنباتات والأسماك لم تسلم من إيذاء إيران. وبعد هذا كلّه، أستغرب أصلاً أن يكون لها سفير في الأمم المتحدة وأن تُعتبر دولة لأنها عبارة عن عصابة إجرامية لا ينبغي أن يكون لها مقعداً بين الدول، ومع كل الأحداث في الماضي والحاضر يتقدم سفيرها بشكوى! بصراحة، ما زلت أضحك وأنا أختم هذا المقال وأتذكر تلك المقولة التي تقول: «ضربني وبكى.. سبقني واشتكى»..!