محمد سليمان العنقري
تفاعلت الأوساط الإعلامية ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي مع الحالة المأساوية للاستاذ الإعلامي القدير المعلق محمد رمضان -شفاه الله- حيث قام الفنان فايز المالكي بعمل نبيل بزيارته في منزله وعرض حالته التي قام الاستاذ رمضان بشرحها عن وضعه المادي وديونه ومرضه وحالة ابنته وزوجته وجاء أول تفاعل مع حالته من سمو الأمير نواف بن سعد رئيس مجلس إدارة نادي الهلال مشكورًا بتكفله بسداد ديونه.
لكن حالة المعلق الشهير رمضان تستوجب فتح باب لمعالجة وضمان مستقبل أصحاب المهن عمومًا وكنت قد طرحت قبل نحو ثلاثة أعوام في مقال فكرة إنشاء «صندوق يدعم مستقبل أصحاب بعض المهن» بسبب تكرار الأوضاع المأساوية لبعض من عملوا بمهن رياضية وغيرها واعتزلوها أو استقالوا لأسباب إما صحية أو تتعلق بالعمر كلاعب كرة القدم الذي ينتهي عمره بالملاعب في سن مبكرة قياسًا بمتوسط عمر الإِنسان.
ومع تكرار هذه الحالات بات ضروريًا أن يتم تأسيس صناديق لأصحاب المهن بإشراف وزارة العمل والتنمية الاجتماعية هدفه أن يتم الصرف على منسوبي هذه المهن عند تعرضهم لظروف قاهرة ماديًا وصحيًا بل تصرف لهم رواتب تقاعدية تتناسب مع حجم الصندوق وشروطه فيمكن أن يفرض اتحاد كرة القدم بل وهيئة الرياضة إنشاء صندوق لكل العاملين بالقطاع الرياضي ومن يخدمه وتدفع رسوم شهرية أو سنوية ويحصل المسجل فيه بعد الاشتراك لمدة زمنية معينة وشروط تحدد لضمان استمرار الصندوق وتعزيز قوته المادية على منافع تساعده على مواجهة أعباء الحياة.
إن هذا النوع من الصناديق يختلف عن الاشتراك بمؤسسات التقاعد أو التأمينات الاجتماعية فهو يختص بالمنتسبين لمهن معينة ليست في مجال الرياضة فقط بل في قطاعات الصحة والتعليم والهندسية والمالية وكذلك الصحفية والإعلامية.. الخ مما يعزز من قوة شبكة الأمان الاجتماعي ويمنع ظهور حالات أصحاب مهن للمجتمع لطلب المساعدة، بل تكون بطريقة منظمة وتسهم في تحقيق فوائد عديدة للمجتمع وتشجع أصحاب المهن على البذل والعطاء بعملهم وتمنحهم مزيدًا من الشعور بالاستقرار للمستقبل وتعد وزارة العمل والتنمية الاجتماعية أكثر جهة معنية بهذا النوع من المبادرات لمسؤوليتها عن قطاع التنمية الاجتماعية الذي تحول من الرعاية للتنمية فإنشاء صندوق لأصحاب المهن بمختلف أنواعها سيوفر فرصة كبيرة لرفع معدلات الادخار لهم وتشغيل هذه الأموال وفق ضوابط استثمارية عالية الكفاءة توفر أمانًا اجتماعيًا إضافيًا وتخفف كثيرًا من الحالات المأساوية لبعض أفراد المجتمع.
صناديق ضمان لأصحاب المهن ضرورة ومنافعها كبيرة وتضمن استقرارًا كبيرًا للعاملين في هذه المهن وتمنع زيادة العوز لمن يمكنهم الاستفادة منها وهي فكرة موجودة في كثير من دول العالم بطرق مختلفة ووفرت عديد من المنافع لأصحاب المهن بل وصلت منافعها إلى المساعدة بتملك السكن والراتب التقاعدي الإضافي والضمان الصحي من صندوق المهن للمنتسبين بخلاف الراتب التقاعدي الذي يتقاضونه من مؤسسات التقاعد العامة بتلك الدول فحتى لا يتكرر تصدر هذه الحالات في الإعلام واحترامًا لتاريخهم وخدمتهم في مجال عملهم لا بد من وضع حلول جذرية أولها صناديق ضمان لأصحاب المهن وما يتفرع عنها من منافع مستقبلية كبيرة والا سنستمر بمشاهدة حالات مشابهة بانتظار من يتقدم مشكورًا بالتبرع لها بدلاً من أن تكون قد حظيت بمستقبل مستقر بعد التقاعد وتكريم من المجتمع تستحقه.