الدمام - سلمان الشثري:
عبّر صاحب السمو الملكي الأمير سعود نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية عن سعادته بتكريم معالي الشيخ فيصل بن محمد الشهيل الشخصية الرائدة الذي يعد من جيل الرواد الذين عاصروا ملوك هذه البلاد وأولياء عهودها وعددا كبيرا من أمرائها وعلمائها وفضلائها، وعمل بجدٍ وإخلاص في عدة مناصبٍ تولاها منذ تخرجه، وكان في هذه المناصب نِعم الرجل، ونِعم الإداري، ونِعم الموجه، إلى أن أتى في محطته الأخيرة من العمل الحكومي في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، حيث لم يثنه عمله الحكومي عن مشاركته المتعددة، ثقافياً ورياضياً وأدبياً وعلمياً، فلقد كانَ له دور فاعل في كل المحافل، ولا يزال شعلةً من النشاط، ففي محفل الأدب تجده أديباً بليغاً، وفي محفل الرياضة تجده رياضياً مُلماً، وفي محفل العلم تجده عالماً عارفاً، في محفل الإدارة تجده إدارياً بارعاً، وبين هذا وذاك فإنه رجل نجاح ورجل إنجاز ، فلقد تخرج على يديه في كل هذه الإدارات التي عمل فيها مجموعةٌ كبيرةٌ منهم من لا يزال على رأس العمل، ومنهم من ترك عمله، فكل من عمل معه يعرفه ويتذكره.
وقال سموه خلال لقاء الاثنينية الأسبوعي الذي استضاف فيه مهرجان الساحل الشرقي وكرم فيه معالي الأستاذ فيصل بن محمد الشهيل بأن الشيخ فيصل وإن كنت أعرف أنه لا يحب المديح، إلا أنه رجلٌ فتح قلبه، وفتح بيته، ليتسع للجميع، فمجلسه مجلسٌ يضمُ جميعَ الفئات من رجالات الدولة، ومن رجالات الأدب والعلم ومن الرياضيين وغيرهم كُثر، وعندما أتشرف بتكريم شخصية مثل الشيخ فيصل الشهيل، ففي الحقيقة أنا أقدم قليلا من كثير، لهذا الإنسان الذي بذل عمره في خدمة دينه ومليكه ووطنه، فليس بالكثير عليه أن يكرم، بل وحقه أكبر من ذلك، أدعو الله عز وجل أن يديم عليه نعمه الظاهرة والباطنة وأن يمده بعونٍ من عنده، وأن يحفظ له كل عزيزٍ عليه، وأن يمن الله عليه بالصحة والعافية، وأن يوفقه الله لما يحبه ويرضاه، فهو رجلٌ من رجالات هذه الدولة الذين لن ننساهم ولا يمكن أن ننساهم فمكانه دائماً محفوظ لدى القيادة الرشيدة، وعلى رأسهم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز –أيده الله-، ومحفوظ لدينا ولدى أصدقائه وزملائه وأهالي المنطقة الشرقية وكل من عمل معه.
فيما وجه سموه كلمة شكرٍ للمساهمين في إنجاح مهرجان الساحل الشرقي لهذا العام قائلا سموه «تستحقون منا الشكر والتقدير والعرفان، وأهنئكم بحصولكم على جائزة التميز على مستوى المملكة كأفضل مهرجان للسياحة والتراث الوطني أقيم في عام 2016-2017م ، فدوركم كبير لجذب جميع دول مجلس التعاون الشقيقة للمشاركة في هذا المهرجان، وهذا دليل واضح وصادق على أن هذا المهرجان تجاوز النطاق المحلي، ليصل إلى باقي دول مجلس التعاون الخليجي، وبإذن الله العام القادم نرى ما يُثلج الصدر، ونحن نتطلع دائماً إلى ما فيه الرقي والمساهمة والمشاركة، فلكم مني ومن أهالي المنطقة الشرقية الشكر فرداً فرداً وأتمنى لكم التوفيق والسداد فأنتم من أدخل السعادة على قلوب زوار هذا المهرجان سواءً كانوا من المملكة أو من خارجها».
من جهته، قال معالي الأستاذ فيصل بن محمد الشهيل بأن هذه الأسرة الكريمة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، وأبناؤه الأشاوس الملوك والأمراء، والأحفاد النجباء الميامين قاموا بتكريمِ الكثير من المواطنين، وهؤلاء المواطنين الذين كرموا منذ عهد الملك عبد العزيز وحتى يومنا الحاضر قدموا إمكانياتهم و قدراتهم لخدمة دينهم ثم مليكهم وبلادهم، وإن فعلنا فما فعلنا إلا القليل، نغرف من بحر أسرتنا المالكة الكريمة، نقتدي بأفعالهم وأعمالهم واقوالهم، حفظهم الله وأدام عزهم وأبقاهم ذخراً وملاذاً آمناً للجميع، مشيراً إلى أن المملكة أضحت مناراً ثقافياً يأتي إليها كل عام أعدادٌ كبيرة من العلماء في الطب والعلوم الأخرى ينالون الجوائز والأوسمة ويحضرون الاحتفالات والندوات، حتى أصبحت المملكة ولله الحمد إحدى المنارات العلمية في العالم أجمع، كما قدم الشهيل شكره وامتنانه لسمو أمير المنطقة الشرقية على هذه اللفتة الكريمة غير المستغربة من سموه الكريم، وهذا التكريم الذي حصل عليه، داعياً الله بأن يديم على بلادنا عزها وأمنها ورخاءها تحت ظل حكم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك الحزم والعزم، الذي طمأن النفوس ورفع الرؤوس.
من جانبه، أوضح أمين عام مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف البنيان خلال كلمته في اللقاء بأن مهرجان الساحل الشرقي حصد جائزة التميز السياحي لأفضل مهرجان تراثي وثقافي على مستوى المملكة، وأصبح المهرجان أحد العناوين الرئيسة التي تجسد حياة الآباء والأجداد في المنطقة الشرقية وعلاقتهم الأزلية بالبيئة البحرية، وترسيخ الهوية المنطقة وموروثها الثقافي والتراثي، وساهم المهرجان في تأصيل ونقل الأنماط العمرانية في حاضرة الدمام باستحضار قصر الإمارة الأول، وقلعة الدمام التاريخية، والبيئة البحرية بريشة الإبداع، كما ساهم في تأصيل اللُحمة الوطنية عبر مشاركة 100 شاب من البحارة والحرفيين من دول مجلس التعاون الخليجي، بمشاركة 45 مركبا بحريا تقليديا، مما منح المهرجان أن يكون مهرجاناً خليجياً بامتياز، ونستهدف يا سمو الأمير في النسخ القادمة أن يرتقي المهرجان للعالمية، وستعقد بإذن الله ورش عمل تحضيرية متخصصة مع مختلف الشركاء.
وأضاف البنيان بأن مهرجان الساحل الشرقي سجل حضوراً واسعاً وفريداً في عملية الجذب السياحي ورفع مدة الإقامة للزائر، وبلوغ معدلات الاشغال في قطاع الإيواء السياحي إلى أقصاها محققة نسبة 100%، الأمر الذي يحقق معه المهرجان عوائد اقتصادية عالية للمنطقة من استخدام المرافق السياحية والخدمية، إضافةً إلى المشاركة القوية في الرياضات البحرية التقليدية للتجديف، واكتشاف المواهب لدى المجتمع المحلي، للوصول إلى المشاركة في المسابقات الأولمبية للرياضات البحرية وغيرها، كما أن المهرجان حقق أهم أهدافه الرئيسية وذلك بمشاركة المجتمع المحلي وإيجاد الوظائف الدائمة لهم، ابتداءً من بناء وتشييد القرية التراثية بطرازها المعماري والتي شارك فيها 6 حرفيين، أصبحوا الآن يعملون في مجال البناء التراثي للمنطقة الشرقية فضلاً عن الأسر المنتجة التي تحول بعضها إلى مستثمرات.