م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1- الفردية مذمومة لدى البعض لأنها تعني بالنسبة لهم الأنانية.. ومفضلة لدى البعض الآخر لأنها تعني لديهم الفرادة والتميز.. أي أن الفردية إما اختلال وإما تمرد واستقلال وانعزال.. أو دلالة على القوة والثقة والمعرفة ووفرة الجهد والقدرة على المنافسة.
2- الفردية في المفهوم العام «خصوص» بنتائجها وردات فعلها وأثرها على الفرد.. بينما الجماعية «عموم» بنتائجها وردات فعلها وأثرها على الجماعة.
3- الفردية معارضة والجماعية قبول والمهارة هي النجاح في تحقيق التوازن بينهما.. لأنهما خطان متوازيان اختلافهما أو تقاطعهما يُحْدث تناقضاً في باطن النفس واضطراباً في واقع الحياة يؤدي إلى انحراف المسير.
4- الذي يثني على الفردية يرى أنها تعني أن تبدأ بنفسك في إعمال الذهن والحركة في المحيط.. والتغيير في العادات والتدبر في الأحداث والتجريب للجديد والجرأة في العمل وتحمل المسؤولية في الحياة.. ومن ثم محاسبة النفس وتقويمها.. كما تعني الانضباط والالتزام والمبادرة والمشاركة الفعالة بالرأي.. الذي يهجو الفردية يرى أنها تعني الانزواء والانطواء وعدم الثقة بالآخرين.. وبذلك تكون مبرراً للخمول والكسل الذي يقود إلى السقوط والانتكاس.. أو أنها تعني الغرور الذي يقود إلى الاستبداد بالرأي والانقطاع عن المحيط والتكبر على قبول النصيحة.
5- والذي يثني على الجماعية يرى أنها تسمح باكتشاف النفس ومواهبها وتتيح الاستفادة من خبرات الآخرين وتجاربهم.. كما أنها تُكْسب الشخص الاحتكاك الذي يؤدي إلى تنمية المهارات والمعارف ويجعل من الآخرين مرآة ونقاداً ومراقبين.. مما يرفع من كفاءة الأداء ويسلط الضوء على عيوب النفس وتوظيف الطاقات بالشكل الأمثل.. أما الذي ينتقد الجماعية فيرى أنها تعني إلغاء التفكير أي الانقياد مع الجموع.. وتقاسم المسؤولية أي الاتكالية.. والاعتماد على الآخرين أي إلقاء المسؤولية عليهم.
6- يقول علماء النفس إن مراحل النضج الأولى في الإنسان تبدأ بالتبعية والتقليد والمحاكاة.. ثم ينتقل إلى مرحلة الاستقلالية والاعتزاز بالذات.. ثم يصل إلى مرحلة الاعتمادية فيكون مؤثراً في محيطه الذي يعتمد عليه فكرياً أو عضلياً أو مالياً أو غيره.. ويرون أن الوصول إلى درجة الاعتمادية يعني وصول الفرد إلى أقصى حالات النضج.. وهي من أعلى مراحل طبيعة الإنسان ونموه.. فالحياة البشرية اعتمادية.. أي أنها حالة تبادلية أساسها مشاطرة الآخرين بشكل هادف لتحقيق غاية.. وهي تتيح الاستفادة من المصادر الواسعة والإمكانات التي حباها الله تعالى للبشر الآخرين.