سعد الدوسري
في الولايات المتحدة الأمريكية، لن تفاجأ بحجم الشاشات في كل مكان تحل فيه. الثقافة صارت هناك بالمشاهدة. ولن يصدقني أحد إذا قلت إن في ردهة فندق حياة ريجنسي.
وسط شيكاغو، توجد حوالي 90 شاشة عامة، تعرض قنوات الرياضة والأخبار وشؤون الحياة العامة، وحوالي عشرين شاشة خاصة. يمكنك أن تشاهد فيها ما تحب.
صحيح أن الهدف من وراء كل هذا رضا ضيوف الفندق، باختلاف مشاربهم، ولكنه يدل دلالة واضحة على أن المواطن العالمي تحول كلياً للمشاهدة، حيث التأثير عليه سيصبح سهلاً، وهذا أخطر ما في الأمر.
في الخمسينات والستينات، كان الشباب الأمريكي، يتأثر بما يحضره ويتحاور ويتفاعل معه. أما اليوم، فهو يجلس إلى جهازه الذكي ويستقبل ما يشاء.
ومن هنا، انتشرت الظاهرة لكل مكان في العالم، وأصبح الأمريكيون على رأس هرم التأثير، خاصة أنهم من صنع هذه التقنية.
وسوف يكون الكلام حول رفض تقنيات التواصل، من قبل بعض الرافضين لحضارة البلدان المصنعة لكل احتياجات الحياة التي يحياها الرافضون، كلاماً مثيراً للضحك وللسخرية، لأنهم أكثر من يستخدم تلك التقنيات للترويج لخطابهم المعادي للحياة، والمنحاز للموت.
يجب أن نحذر من المشاهدة، وأن نفتح حواراً مع كل ما نشاهده، سواءً المنتج غربياً أو محلياً.
وبالإمكان خلق حالة الحوار، من خلال تقنية المشاهدة نفسها، إِذْ تتوافر خدمات حوارية متنوعة، ومن المهم أن نبحث عنها، وأن نستغلها، لا أن نكون مجرد مستقبلين خانعين.