عثمان أبوبكر مالي
بلغة الأرقام تحدث المؤتمر الصحفي (مؤتمر كشف الأقنعة) الذي أقامته إدارة نادي الاتحاد مستهل الأسبوع الحالي، وبحضور جميع أعضاء مجلس إدارة النادي.
المؤتمر قدم معلومات ثرية واسعة وموثقة عن الواقع الذي عليه نادي الاتحاد اليوم والوضع (الخطير) الذي يعيشه، نتيجة سنوات من العمل العشوائي والفوضى الإدارية والانفلات المالي والهدر في الصرف وتراكم الأخطاء والعمل من غير حسيب أو رقيب، خاصة في السنوات الأخيرة، التي لم تقم فيها أي جمعية عمومية للنادي، وكانت النتيجة أن جاءت إدارة وغادرت من غير أن تقدم أو تترك بيانات عن (الموقع المالي) في النادي، أو أي معلومات (حقيقة) عن الأموال والمبالغ التي دخلت خزينة النادي (الإيرادات) خلال فترة عملها، وكيف وأين صرفت.
خُصص المؤتمر لتقديم (كشف) عن أهم الأعمال التي قامت بها الإدارة والإنجازات التي حققتها وبشكل موسع من كل عضو مسؤل وفي الأنشطة الرئيسة والهامة، الإدارية منها والرياضية والاستثمارية، وأيضا القضايا والديون والأمور المالية، وكان الشرح مدعوما بعرض للشرائح (بور بوينت) بشكل راق.
كان المؤتمر مبهجا ومفرحا وفي نفس الوقت محزنا ومفزعا ومخيفا جدا!
أما المفرح المبهج، فهو وبكل أمانة العمل الكبير الذي قامت به الإدارة وكشفت عنه بالتفاصيل، سواء الأعمال الإدارية، مثل (استراتيجية الاستثمار) في النادي، أو خطوات العمل باستدامة في مجالات النادي الهامة، والتأسيس لها وكيفية متابعتها، أيضا الأعمال المحاسبية (أمانة الصندوق) وأعمال (المحاماة) والقضايا، والديون الداخلية والخارجية، وماتم وضعه لها من آلية واضحة لمتابعتها، بالإضافة إلى العمل الرياضي وما تحقق من إنجازات وبطولات في الألعاب والمنافسات، استعاد فيها النادي بالفعل (هيبته)، وتم تبيان عدد البطولات التي حققتها فرق النادي، واهمها ومنها بطولة كأس سمو ولي العهد التي حققها الفريق الأول لكرة القدم، وهي البطولة التي غابت عن النادي 13 عاما بالتمام والكمال.
أما المحزن في المؤتمر فهو حجم (الدمار) الذي يعيشه النادي وموقفه الحرج جدا من جراء (الديون) المتراكمة التي تم الكشف عنها، والقضايا الخارجية والداخلية التي تم حصرها والتي أدى إهمالها وعدم التعامل معها في السنوات القريبة الماضية الى ازديادها، وارتفاع فاتورة سدادها بشكل خيالي، وكذلك القضايا الخارجية والداخلية التي تم تدقيقها وحصرالمبالغ المطلوبة لسدادها.
وتوضح رسالة المؤتمر أن وضع نادي الاتحاد خطير جدا، وينذر (بكارثة) حقيقية أكبر ما لم يتم التعامل معه بشكل صحيح وعاجل وسريع.
كلام مشفر
* شعرت - بكل صراحة - أن كثيرا مما يقدم في العرض أهميته تتجاوز المؤتمر، ولذلك سألت عن ما إذا كان مايقدم وصل إلى رئيس (هيئة الرياضة) وهي الجهة المعنية والمطالبة بمعرفة والوقوف على الوضع، فكان الجواب (نعم وبالتفصيل)!
* استغربت ومعي كل (حصيف) كيف لاتزال (هيئة الرياضة) تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الوضع الخطير الذي يعيشه النادي، وهل تنتظرحتى تحل (الكارثة) بالنادي، ويتلقى مزيدا من الجزاءات والعقوبات من الفيفا؟!
* تأخر هيئة الرياضة في حسم أمر النادي، ووضعه الإداري (المعلق) والمهدد بـ (فراغ إداري) الفترة القادمة مما يؤدي الى المزيد من التأخير في السداد والالتزام بالدفعات المالية المقررة، نتيجة العقوبات على القضايا المرفوعة ضده، مما ينذر بعقوبات جديدة و(مغلظة) قد تصل الى (الهبوط) الى الدرجة الأولى، ولا أتوقع أن ذلك سيرضي غرور رئاسة الهيئة الجديدة!
* لمعرفة حجم الكارثة التي تنتظر النادي تقول الأرقام ان إجمالي المطالبات على النادي تبلغ حوالي (317) مليون ريال، منها (215) مليون يجب سدادها حالا.
* القضايا التي على الاتحاد(74) قضية، منها 45 قضية محلية، تم إقفال 17 قضية منها و29 قضية خارجية تم أقفال 11 قضية منها، والمبالغ المطلوبة لسداد القضايا الخارجية تقريبا 86 مليون ريال، وللقضايا الداخلية 55 مليون.
* بلغت إيرادات الإدارة الحالية حتى الربع الأول هذا العام حوالي 124 مليون ريال وبلغت المصروفات حوالي 95 مليون ريال، ووفرت الإدارة حوالي 30 مليون ريال سددت بها التزامات سابقة، وسددت الإدارة التزاماتها هذا الموسم بحوالي 57 مليون ريال والتزامات سابقة بقيمة حوالي 46 مليون ريال.
* سبق وأن تقدم النادي (مرتين) بمحفظة بقيمة مائة مليون ريال أرسلت إلى رئيس هيئة الرياضة (سابقا) للموافقة، ولم يتلق ردا، وأرسلت حاليا الى الرئيس الجديد وفي انتظار الرد، وحده الرد بالموافقة سيجنب النادي الغرامات و(العقوبات) المغلظة التي يمكن ان تصدر ومخاوف الهبوط إلى الأولى.