فضل بن سعد البوعينين
بالرغم من المعلومات الإغراقية ذات العلاقة برؤية المملكة 2030 إلا أن هناك من يعتقد بضرورة تبسيط محاورها وأهدافها وإيصالها للعامة قبل الخاصة. جهود كثيرة بذلت لتحقيق هدف الإشهار؛ وإيصال المعلومة الدقيقة؛ وتبسيط لغتها؛ والإجابة على كافة الأسئلة والتحفظات التي دارت حولها؛ وأحسب أن لقاء سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز؛ الذي بُث على كافة القنوات التلفزيونية والإذاعية السعودية؛ شكل ركنا رئيسا من منظومة التواصل المثمر؛ والشفافية التي يبحث عنها الجميع.
ولأهمية الشباب؛ الذي يشكل الجزء الأكبر من المجتمع؛ ظهرت البرامج التعريفية المتوافقة مع رؤيتهم؛ وتفكيرهم؛ وطرق تواصلهم. برامج متنوعة كان هدفها الرئيس تبسيط «الرؤية» وربطها بالمجتمع ومكوناته البشرية بفئاته المختلفة.
مركز الملك سلمان للشباب؛ من المؤسسات التي أخذت على عاتقها مسؤولية المشاركة في إيصال برامج «الرؤية» والتحولات المستقبلية لشريحة الشباب من خلال «ملتقى الشباب والفرص في رؤية 2030» الذي أقيم يوم أمس في «مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية» بمدينة الرياض.
استهدف البرنامج فئة الشباب، ومنهم طلاب وطالبات الجامعات، و المبتعثون بالخارج. أكثر من ألفي شاب وشابة حضروا الملتقى للاستفادة مما قدم فيه؛ بخلاف النقل المباشر على قنوات التواصل الأكثر قرباً من الشباب.
تبسيط مفهوم «رؤية المملكة 2030» كان الهدف الرئيس المعزز للمعرفة؛ والذي أحيط بأهداف أخرى ومنها التعرف على الفرص المتاحة للشباب وكيفية مشاركتهم في توليدها واستثمارها وإنتاجها. المنشآت الصغيرة والمتوسطة قد تكون من الجوانب المهمة للشباب الباحث عن الفرص النوعية. فرفع المحتوى المحلي؛ وتعزيز مساهمة بعض القطاعات غير المستغلة من قبل في الناتج المحلي كالقطاع السياحي؛ على سبيل المثال لا الحصر؛ سيولد الكثير من الفرص الاستثمارية التي يفترض أن تكون هدفا للشباب الطموح؛ وعندما نربط بين تلك الفرص النوعية وما تقدمه الرؤية من دعم للمنشآت الصغيرة وإعادة هيكلة القطاع بأكمله لرفع مساهمته في الناتج المحلي تصبح الفرص الاستثمارية أكثر موثوقية؛ وهو ما سعى الملتقى لتعزيزه.
ركيزة العمق العربي والإسلامي، والفرص الواعدة في زيادة عدد المعتمرين؛ وخطط توطين الصناعات العسكرية وما ينتج عنها من فرص مهمة، والمنصة اللوجستية المنبثقة عن أهمية الموقع الجغرافي للمملكة الرابط للقارات؛ وفرص التطوع ونشاطاته من المحاور التي استهدفها الملتقى وقدمها بلغة تناسب فكر الشباب واهتماماتهم.
قد يكون التحول الرقمي أحد أهم أركان التحول الوطني؛ والرؤية فالحكومة الإلكترونية قاعدة التحول المستهدف وحاضنة لأهداف الرؤية ومن خلالها يمكن تسريع عمليات التحول أو إبطاؤها؛ لذا جاء اختيار وزير الاتصالات وتقنية المعلومات موفقا لتغطية هذا الجانب الأكثر قربا للشباب. الأمر عينه ينطبق على وزيري المالية، والتجارة والاستثمار باعتبارهما المعنيين بأهم أدوات الرؤية في الجانبين التمويلي والاستثماري وكلاهما ذو أهمية قصوى للشباب. بشكل عام؛ وجود أصحاب المعالي الوزراء في جلسات حوارية مباشرة مع الشباب أمر مهم للغاية؛ ويساعد كثيرا في مد جسور التفاهم وتعزيز الثقة في البرامج من جهة؛ وثقة الشباب بأنفسهم وقدراتهم الفكرية والحوارية ومساهمتهم الفاعلة في تشكيل القرار ليكونوا جزءاً منه؛ من جهة أخرى.
تبسيط رؤية المملكة؛ وإيصالها بلغة مفهومة كان هدف «ملتقى الشباب والفرص في رؤية 2030»؛ غير أن الملتقى كشف عن جانب مهم من قدرات الشباب في العمل والتنظيم الاحترافي والتفاعل مع الأحداث وشغفهم للتحول والتطوير والبناء. يبدو أن الشباب المستهدفين بالمعلومة كانوا مصدر الإلهام والفخر والاعتزاز. جيل نفخر به جميعا؛ قدره على الإنتاج والإبداع والتنظيم وتشكيل فرق العمل والإصرار على تحقيق النجاح فيما أوكل إليهم من مهام. يمكن لكل منصف أن يرى ضرورة التحول وثمرته في هؤلاء الشباب؛ من الجنسين؛ المقبلون على الحياة؛ المتشبثون بالعمل وخدمة الوطن والباحثين عن الفرص التي تمكنهم من تفجير طاقاتهم الإيجابية واستثمار مخزونهم العلمي والثقافي والفكري. أتيتُ للملتقى بعباءة المحاضر؛ وخرجت منها بهيئة الطالب في حضرة المفكرين الشباب. هنيئاً للوطن بهم.