ماجدة السويِّح
موافقة وزارة التعليم على قرار إنشاء مجلس استشاري مكون من 14 عضوًا من ضمنهم مبتعثون ومبتعثات سابقين لتطوير برنامج الابتعاث، من القرارات الهامة التي أعلن عنها د.جاسر الحربش وكيل وزارة التعليم للابتعاث مؤخرًا في المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي.
التوجه الحديث في إشراك الطلبة والطالبات من خريجي برنامج الملك عبدالله للابتعاث، أو خريجي الابتعاث من منسوبي الجامعات يعد من القرارات الحديثة والفعالة، للاستفادة من خبرات المبتعثين السابقين في مختلف الدول، واستثمار تجاربهم في تطوير الابتعاث ومواجهة العقبات التي تعترض الكثير سواء في بداية البعثة أو نهايتها.
في هذا المقال سألقي الضوء على الصعوبات التي تواجه الأمهات والآباء المبتعثين بعد انتهاء البعثة، لقلة الاهتمام بطرحها إعلاميا للمعالجة واتخاذ القرار، أسوة بالعقبات التي تعترض المبتعث في بداية طريقه العلمي، وتجد الاهتمام والجهود السخية من الوزارة لحلها.
ولعل من أبرز العقبات التي تواجه الوالدين المبتعثين بعد الانتهاء من البعثة مسألة الانتهاء من البعثة قبل انتهاء العام الدراسي للأبناء والبنات، حيث يواجه المبتعث أمران أحلاهما مر، إما البقاء في بلد الابتعاث، وتحمل تكاليف المعيشة الباهظة مع إيقاف الصرف، وتوقف التأمين الصحي، أو المغادرة للوطن وخسارة سنة دراسية من عمر الأبناء، فلا مدارس تستقبل الأبناء في منتصف، أو نهاية الفصل الدراسي، بل سيخضع أطفال المبتعث بعد العودة لعطلة إجبارية، لحين قدوم العام الدراسي الجديد.
وتتخذ الملحقية أو الجامعات قطع الصرف والتأمين الطبي كإجراء نظامي، دون النظر في الظروف المحيطة والتبعات المترتبة على ذلك، فهي تتعذر بالنظام الذي يوجب ذلك ولا تلتفت لروح النظام، والظروف الإنسانية التي تستوجب إعادة النظر في ذلك القرار.
ويواجه مبتعثو الجامعات ممن قرروا البقاء لحين انتهاء أطفالهم من الدراسة الالتزام بالنظام الذي يوجب المباشرة بعد إيقاف الصرف، فلا نظام يجيز لهم التقديم على إجازة استثنائية أو غيرها دون المباشرة، التي تستوجب القدوم من بلد الابتعاث والامتثال للنظام الذي يوجب الحضور للمبتعث بشحمه ولحمه، وتقديم إجازة لإكمال العام الدراسي مع الأبناء.
الأمر الآخر الذي يواجه المبتعثين بعد العودة هو البحث عن مدارس عالمية لتدريس الأبناء ممن لا يتقنون اللغة العربية، ففي ظل ضيق الخيارات المتاحة بين مدارس عالمية بالمسمى وخدمات متواضعة، ومدارس عالمية بأسعار فلكية تقدم خدماتها ضمن رسوم خيالية للمترفين فقط، يجد المبتعث نفسه بين معاناة وخوف لا تنتهيان على أبنائهم، لذا أقترح أن يتم عمل شراكات مع المدارس العالمية المميزة في توفير مقاعد لأبناء المبتعثين برسوم دراسية مخفضة لمساعدة ودعم المبتعث العائد من بعثته، وحل مشكلة الأبناء مع اختلاف الثقافة والنظام التعليمي.
وحتى لا يخسر المبتعث استثماره الحقيقي في أبنائه، أرجو أن يطلع وزير التعليم د.أحمد العيسى ود.جاسر الحربش على تلك العقبات عن طريق اللجنة المكونة باستشارة عدد من المبتعثين السابقين للوقوف عليها ومعالجتها.