فهد بن جليد
يشذُّ عن هذه القاعدة عربياً عادل إمام، وخليجياً حسين عبد الرضا، وسعودياً ناصر القصبي، عادل إمام كحالة استثنائية بين كل النجوم، عادة ما يُعلن عن ولادة نجم شاب جديد في كل عمل يقوم به، أو يُعزِّز حضوره على الساحة حتى يستقل بأعماله الفنية، ويُدخل المُنافسة مع أقرانه، بينما عادل مُتربع على عرش الكوميديا يرتفع أجره عاماً بعد آخر، دون أن يتأثر بهذه النجوم المُتلألئة من حوله..
نجوم الفن السعودي مُتهمون بتفضيل الهروب - بالقفز نحو الأمام - للنأي بأنفسهم وأعمالهم وتجاربهم عن دعم الصاعدين، عكس ما فعله الإمام الذي نجح واستمر كمنصة لتفريخ النجوم، وعكس ما يحدث حتى على الساحة الخليجية والكويتية تحديداً، فمثلاً حسن البلام وعبدالناصر الدرويش وقبلهما داود حسين والعجيمي والعقل وغانم الصالح دخلوا الكوميديا الكويتية بفضل مُساندة ومُساعدة فنانين كبار قبلهم، مثلما يحدث مُنذ 2007م مع الفنان سلطان الفرج والفنان مبارك المانع اللذين تبناهما الفنان طارق العلي حتى صنع منهما نجمان كوميديان لامعان في سماء الكويت والخليج، أمَّا ساحة الكوميديا السعودية فإنَّها مُتوقفة مُنذ زمن على أسعد الزهراني وحبيب الحبيب اللذين دخلا الفن بالصدفة ودون دعم مُباشر من نجوم كبار، وقبلهما حدث ذلك مع فايز المالكي ويوسف الجراح، كجيل شاب أعقب ناصر وعبدالله وبكر الشدي وخالد سامي وراشد الشمراني ومحمد العلي، إنَّ خروج الكوميديان السعودي للضوء وعالم الشهرة مسألة مُعقدة جداً، وتخضع للصُدفة والحظ أكثر من أي شيء آخر، بمعنى أنَّها ليست عملاً مؤسسياً يقوم به فنانون كبار مثلما يحدث في المدرستين المصرية والكويتية.
بكل صراحة وشفافية الكوميديا السعودية تمرُّ بمرحلة حرجة - برأيي - نتيجة أنانية بعض الفنانين السعوديين، كونهم غير مُرحبين ببروز أسماء جديدة تُهدِّد مكانهم، وهذا أحد أسرار بقاء منصتنا الكوميدية غير ولاَّدة، مما يتطلب مُكاشفة ومُصارحة من أجل مصلحة الفن السعودي، خصوصاً أنَّ المرحلة المُقبلة مرحلة واعدة لهذا القطاع الذي يخدم مجال الترفيه, بشكل أو بآخر..
على الفنان ناصر القصبي الذي بات قدره أنَّه (زعيمنا الفني) أن يسأل نفسه إلى متى سيبقى وحيداً؟ وهل سيرث العرش بعده أسعد الزهراني كنجم وحيد متوقع أيضاً؟ ثم ماذا بعد؟ لنتحدث بصراحة وشفافية في هذه القضية، لمصلحة الوطن وفنه..
وعلى دروب الخير نلتقي.