قصيدة بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- إلى إندونيسيا الشقيقة، وتوقيع اتفاقيات ثنائية بين البلدين، وقيام معالي الشيخ سليمان أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ووفد رسمي كبير بزيارة لإندونيسيا لتنفيذ الاتفاقيات العلمية والثقافية بتوجيه ملكي كريم.
شرفُ القوافي أن تكون أميرَها
وتكونَ في عيد اللقاء عبيرَها
أمليتُ أبياتي وحسبي أنها
عبرتْ إليك فلم تخنْ تعبيرَها
ولدتْ بقلبي وهْي وهْي صغيرة
حتى أتتك فكنتَ أنت كبيرَها
سيانِ إن كررتُها متفائلا
بك أو تركتُ تشاؤما تكريرَها
فلأنها رؤيا وقلبك لم يزلْ
في عطفه أو حزمه تعبيرَها
في الحالتين أرى الفرزدق حائرا
فلقد أقمتُ -على التخوم- جريرَها
يا خادم الحرمين. أسباب الهوى
مخطوطةٌ لم أستطع تحريرها
لك في الضمائر أسهم مختارةٌ
ويود كلُّ مساهم تدويرَها
بينا أرى أن المعاني أسرفتْ
أجدُ المباني تشتكي تقتيرَها
أنى لمثلي أن يبرر مثلها
ولقد تركتُ -للائمي- تبريرها
فالحُبُّ أسمى ما يكون إذا انتهى
لمكانة.. قد جاوزتْ تقديرها
أعليّ ذنبٌ إذ بلغتَ لغايةٍ
مرفوعةٍ.. ألا أرى مجرورَها
يا خادم الحرمين. حسبك أمةٌ
أهدتك ظاهرَ أمرها وضميرَها
سلطان حبك لم يزل متصاعدا
حتى ملكتَ سهولها وبحورَها
ما حاصرتْها في النوائب ظلمةٌ
إلا بنورك قد رأتْ تنويرها
لك سيرةٌ أعظمْ بها من سيرة
نشرتْ على كل الأنام عطورها
فيها من (الملك الإمام) بقيةٌ
أضفتْ على الأصل الكريم بدورها
فكأنه -عزا وحزما- كلمةٌ
أصبحتَ بعد رحيله تفسيرَها
سلمانُ يا رجل المهمات التي
ما احلولكتْ إلا ألنتَ عسيرَها
نلت الشهامةَ كابرا عن كابر
حتَى غدوتَ جذيلها وخبيرها
أصبحتَ في عين المعاند غصةً
وغدوتَ في عين المحب قريرها
رمزَ المواقف. والمواقف صعبة
فلكم سبرتَ جليلها ويسيرَها
أهلا وسهلا والتحايا كلُّها
قد أظهرتَ عند اللقا تقصيرها
أهلا فجاكرتا استطارتْ بهجة
فالشيخ يسبق للسلام طريرها
هرعتْ إليك جماعةٌ فجماعة
أوَكنتَ تملك حزنها وحبورَها؟!
فكأنها -والله- اضحتْ مكةً
لما رأيتُ حبورَها وسرورَها
في الشرق كنت أميرَها وأظنها
في غربها قد نصبتك أميرَها
يا أيها الملك المبارك حيلتي
شعرٌ أجسد -عبرَه- مستورَها
هل صرتَ كالشمس المضيئةِ أينما
حلتْ. أضاءتْ للبرية نورَها
بركاتُ كفك ما أظلتْ بلدةً
إلا وأجرتْ بالعطاء غديرها
هل قام للإسلام مثلك قائمٌ
أم للشريعة من يصون ثغورها
لله درك ما حللتَ ببلدةٍ
إلا وكان لك الأذان بشيرَها
فأصخ إلى لغة المآذن لحظةً
فلسوف تسمع في المدى تكبيرها
وانظر إلى (البيت السعودي) إنه
جمع القلوب كبيرَها وصغيرها
ما ارتاده شاكٍ (علاماتِ) النوى
إلا أعد لحفظه (مقصورَها)
أضحى لكل العابرين حديقةً
لاقت بأصناف الورود حضورها
فترى السفير إذا رأيت مسافرا
وترى المسافر إن رأيت سفيرها
لو لم تكن بالحق خيرَ مبلغ
ما شرّعت كلُ المدائن سورها
وأتتك لاهثةً فهذا (كعبها)
في كل زاوية يروم ( بجيرها)
يا سيدي إن المطامح وعرةٌ
لا وقتَ يسعف من يريد عبورها
هارون قام -بعيد موسى- نائبا
ولقد أنبتَ على الصعاب مديرَها
هذا سليمانُ المعالي إنه
قصد المهمة فاستتم أمورها
ما رام بعدك غايةً ترنو لها
إلا أتم ووفده تدبيرَها
كم فكرةٍ لم تكتمل أبعادها
نالت بفضل جهوده تطويرها
فاهنأ فما استأمنتَه في عزمةٍ
إلا استطاع بحنكة تسييرها
يا سيدي إن المشاعرَ جمةٌ
أنى أجسد بالقريض شعورَها
حررتُ أحرفها وكان حجابُها
-لما أردتُ سفورها- تحريرَها
لو دار في خلدي بأنك منصتٌ
لأعدتُ بعد تمامها تحبيرَها
فإليكها مثلُ البخور ندية
ما حيلتي إن صرتَ أنتَ بخورَها
- وكيل معهد العلوم الإسلامية والعربية في جاكرتا للشؤون التعليمية