في ليلة السبت الموافق 2017/4/8 مشيت مع مجموعة من مشاة_الرياض في وادي حنيفة بالرياض بأسلوب المشي السريع وقطعنا فيه 53 كم، حيث بدأنا من سد العلب بالدرعية مروراً بمنتزه البجيري ثم وادي عرقة ثم هجرة لبن ثم العريجاء ثم سلطانة ثم مسجد القصر ثم شبراء ثم الشفاء حتى وصلنا إلى نقطة النهاية وهي سد نمار الذي فتحه الملك سعود عام 1379هـ. كانت تجربة وليلة جميلة تقطعت بتأمل هذا وادي حنيفة الجميل وتعرفنا عن كثب على تفاصيل الوادي وما قامت به هيئة تطوير الرياض من مشروع جبار في تأهيل الوادي إلى مجموعة من المنتزهات، ولاحظنا أثناء مشينا طوال هذه المسافة أن أعداد المتنزهين والمفترشين لا يكادون ينقطعون من كثرة أعدادهم وجمّل الوادي أن الإضاءة ممتدة على طول الوادي وأن الاشجار والصخور تتموضع في الوادي بشكل بديع وأن الجبال تحيط بجانبي الوادي مما يعطي الوادي لوحته الفنية الطبيعية، وكان أكثر المناطق في الوادي اكتظاظاً بالمتنزهين هو منتزه البجيري ومنتزه وادي حنيفة ومنتزه سد العلب. وفي بعض المناطق من الوادي يوجد بها بحيرات وتجمعات مائية جميلة وممرات لأودية مائية مخضرة يطربك في مسائها نقيق الضفادع والحياة الفطرية.
الشيء الوحيد الذي عانينا منه هو سوء تهيئة الوادي للمشاة، حيث إن الرصيف الذي يحيط بشارع الوادي مرصوف بأحجار خشنة يصعب المشي عليها، وتجد بداخل الوادي ممرا ترابيا معدا كمضمار للمشي لكنه لا يصلح للمشي بسبب أنه ترابي وأيضا أن المتنزهين يفرشون فيه جلستهم ويلعب فيه أطفالهم، ولذا يشكل مرور المشاة في هذا الممرحرجا وأذية للمفترشين وأذية لعوائلهم وأطفالهم.
وبسبب هذه المشكلة فضل المشاة المشي في وسط الشارع، وكنا على صراع مع السيارات القادمة من الأمام والخلف، حيث نقفز أحياناً على الرصيف المنشأ من الاحجار الخشنة وأحياناً ننزل للمشي في الشارع.
كل ما ينقص هذا المشروع الجبار هو إعادة رصف الرصيف برصيف مناسب يراعى فيها أن تكون مقياس البلاط فيه كبيرة ومواصفاتها خاصة للمشي كي يناسب حركة الرجل أثناء المشي، وأحسن رصيف استمتعنا بالمشي فيه في الوادي هو ذلك الجزء الذي يلي سد نمار من جهة الشفا، ولو أن المشروع استخدم نفس ترصيف سد نمار لكان الامر مريحاً ومشجعاً لكل راغب في المشي، وهنالك جزء من الوادي مرصوف بالبلاط الطيني إلا أن هذا النوع مثله مثل الأحجار الصخيرية في عدم مناسبته للمشي لكون اليلاط صغيرة الحجم ومتقطعة حيث تربك انسيابية المشي.
وقد يكون اختيار البلاط الصخري يرجع الى الجانب الجمالي بحيث يكون الرصيف جزءا من بيئة المنطقة، لكن المفروض أن الجمال الشكلي والمظهري لا يكون على حساب الجوهر والمخبر والجانب العملي.
الجدير بالذكر أن مشاة الرياض هم مجموعة من هواة المشي بهدف الصحة وليس لهدف الاحتراف، ويشرف على المجموعة الدكتور صالح الانصاري استشاري طب الاسرة والمجتمع، الذي عرف عنه بنشاطه البحثي والتوعوي في مجال المشي للصحة، ويهدف الدكتور بحكم تخصصه لأن يكون المشي ثقافة مجتمعية كي يتم القضاء على جميع الأمراض المزمنة، وبالفعل فالكثير من الملتحقين بمشاة الرياض تعالجوا من السمنة والسكري والضغط وأمراض القلب وتنشط جهازهم المناعي مما قلل من ارتيادهم للمستشفيات بل خفف المشي من توترهم النفسي ومن ضغوط العمل والحياة.
أخيراً إن تجربتنا بالمشي في وادي حنيفة ولدت لدينا معرفة بتفاصيل الوادي ومحاسن ومساوئ مشروع تأهيل الوادي وأحببنا هنا أن نطلع القائمين على المشروع ببعض الملاحظات علهم يستفيدون منها، ولا شك في المشروع تأهيل الوادي الذي يقطع الرياض من شماله الى جنوبه لهو جهد جبار بكل ما تعنيه الكلمة. وكل ما لاحظناه هو مشكلة في طريق المشاة ولعل إعادة رصف طريق للمشاة بمواصفات مناسبة يشجع سكان الرياض أياً كان موقعه للنزول للوادي والإفادة من مضمار المشي. والله الموفق..
- وكيل معهد العلوم الإسلامية والعربية في جاكرتا للشؤون التعليمية