جاسر عبدالعزيز الجاسر
مع أن المجتمع الدولي لم يعد بحاجة إلى إثباتات وقرائن على شرور نظام ملالي إيران وخطورة تدخلهم في الشؤون الداخلية للدول، إلا أن مسؤولي هذا النظام الشاذ يضيفون يومياً قرائن وتأكيدات على عدائهم للشعوب والدول وبالذات الدول الإسلامية.
آخر تأكيد لشرور وتدخل ملالي إيران في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية ما أقدم عليه قائد جيش ملالي إيران محمد باقري، إذ هدد جمهورية باكستان الإسلامية باستهداف عمق باكستان وقصفها بالصواريخ، إن لم تقم باكستان بمنع المعارضين البلوش من اختراق الحدود مع إيران.
إيران تعلم أن مقاطعة بلوشستان الباكستانية المتاخمة للحدود ترتبط مع مقاطعة بلوشستان الإيرانية، وأن أهلهما من البلوش لا يمكن التفريق بينهما، وطالما يتعرض أهلها للقمع والإيذاء من نظام ملالي إيران، فلابد أن يكون هناك تعاطف مشترك، وطلب حكام إيران المتطرفين مذهبياً من الحكومة الباكستانية التي لا تتعامل بمقاييس من يحكمون إيران والذين يعادون الشعوب الإيرانية، ومنهم البلوش والأكراد والعرب وجميعهم من أهل السنة، وملالي إيران يريدون من الحكومة الباكستانية أن تتعاون معهم لاضطهاد وقمع شعبها من البلوش المقيمين في الجانب الباكستاني لأنهم يساعدون أهلهم البلوش المقيمين في الجانب الإيراني، والذين يتشاركون معهم في العرق والمذهب. والباكستانيون يعرفون أكثر من غيرهم مدى الظلم الذي يعاني منه بلوش إيران، فكيف يستطيعون منع بلوش باكستان من مساعدة أهلهم، خاصة وأن المساعدة لا تتضمن المشاركة في الأعمال العسكرية أو اختراقاً الحدود وإنما تتم في إطار المساعدات الإنسانية التي حرم منها بلوش إيران جراء تعنت وظلم الملالي.
ظلم يريدون إشراك الباكستانيين في ارتكابه وإلا يتعرضون للانتقام، ورغم علم ملالي إيران بقوة وتفوق القوات الباكستانية القادرة على صد أي عدوان عليها، سواء في إيران أو غيرها، إلا أن نزعة الشر وفوضى الإدارة والسلوك التي أصبحت السمة المميزة لحكام طهران لا يمكن إلا أن تكشف عنها أقوال الملالي ومنهم قائد الجيش محمد باقري التي تتوافق مع أقوال عميد حرس الثورة الإيرانية باكبور الذي يشغل منصب قائد القوة البرية للحرس الإيراني، والذي «أكد» أن قوات الحرس الإيراني ستواصل إرسال قواتها إلى سوريا استجابة لتوجيهات المرشد علي خامئني.
التدخل الإيراني في سوريا، والذي تسبب في إبقاء نظام بشار الأسد خلال السنوات الأخيرة بعد ثورة الشعب السوري يتحمل مسؤولية مباشرة في إبادة وقتل نصف مليون إنسان سوري وتشريد أكثر من عشرة ملاييين سوري، وهما جريمتان ضد الإنسانية، واللتان تستوجبان محاكمة خامئني وملاليه من حرس وجنرالات الجيش الذي تحول إلى أداة لتهديد وإيذاء المسلمين، بدليل صدور تهديدات ضد دولة إسلامية أخرى هي الباكستان.