د. عبدالرحمن الشلاش
سأتناول هذه المشكلة المزمنة بشكل موضوعي موثق لا يعتمد فقط على الإنشاء وسرد العبارات البراقة وإنما يركز على الحقائق التي لا تقبل الجدل، وهي حقائق لا تخفى على كثيرين لكن الأمر المحير كيف تمر كل السنين دون حلول عملية ؟.
وفق إحصاءات وزارة الخدمة المدنية فإن عدد أعضاء هيئة التدريس الوافدين في جامعاتنا وكلياتنا 14400 عضوا منهم 8248 بمرتبة أستاذ مساعد، و2088 بمرتبة محاضر في مقابل هذا العدد فإن 20 ألف سعودي من أبناء هذا الوطن الغالي من حملة الماجستير والدكتوراه بلا عمل، أو يعملون في مهن ووظائف لا علاقة لها بتخصصاتهم وشهاداتهم التي قضوا سنوات من أعمارهم في سبيل الحصول عليها . هذا الرقم الكبير موجود بموقع جدارة، ورغم أن الحل موجود بإحلالهم بدل الأجانب إلا أن شيئا من هذا الحل الناجع لم ينفذ ولو جزئيا أو بصورة متدرجة فالحل ضاع بين وزارتي الخدمة المدنية والتعليم، وأصحاب الشهادات سلموا وزير التعليم ملفا متكاملا يشرح قضيتهم بشكل مفصل وما زالوا منتظرين الرد الشافي الذي يفتح الطريق أمامهم لتحقيق طموحاتهم.
العدد الكبير من عاطلي الشهادات العليا بعضهم من مخرجات برامج الابتعاث وتحديدا برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث والذي كلف ميزانية الدولة أموالا كثيرة جدا لكن تغيير اتجاه مخرجاته إلى مقاعد العاطلين بدلا من الوظائف الأكاديمية في جامعاتنا السعودية أفقدنا سواعد فتية وعقولا مواطنة مميزة تشكل دون شك إضافات نوعية للتعليم الجامعي خاصة وأنهم قد تخرجوا من جامعات عالمية من أمريكا وأوربا وأستراليا وهم أفضل بمراحل كثيرة من بعض الوافدين الذين لا يضيف وجودهم أي ميزة إذا لم يكن في بقائهم أضرار كثيرة بسبب ضعف تأهيلهم وإشغالهم لوظائف يمكن تسديدها بالخريجين المواطنين من برنامج الابتعاث أو من خريجي الجامعات السعودية.
بقية الخريجين من الجامعات السعودية من حملة الماجستير والدكتوراه أيضا لا يقلون عن مستوى زملائهم من خريجي الجامعات الأجنبية وينتظرون الفرص على أحر من الجمر بتخصصاتهم النوعية. إذا بقي هذا العدد الكبير دون توظيف سيؤدي إلى تحوله لهدر بشري ومالي كبير. الحل معالمه واضحة بإزالة العقبات التي تواجه المتقدمين، وهي عقبات تصنعها الجامعات بينما تيسر للوافدين كل الأمور . هل يطالبون الوافد مثلا بمعادلة شهادته وامتداد التخصص والتفرغ للدراسة وتصنيف الجامعة التي تخرج منها مثلما يطالب بها السعودي ؟ إزالة هذه العقبات سيضمن توظيف آلاف السعوديين وإحلالهم بدل الوافدين فمتى تنهى هذه القضية يا وزارة التعليم؟