سمر المقرن
لم يكن ملزماً معالي وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي، أن يحلف ويُقسم على أن شركة ماكينزي ليس لها مشاركة في وضع خطة عمل رؤية 2030. وذلك لسبب بسيط وهو أن من عمل على ترويج هذه الشائعة قد استخدم هذه الفكرة كنوع من الطعن في الرؤية، وهذا أسلوب واحد من عشرات بل مئات الأساليب التي نرى جنود الأعداء يروجون لها، خصوصاً عبر تطبيق تويتر وهو الأداة الأولى لترويج الشائعات وبناء شبكات من الجنود الإلكترونية المتخصصة في كل مجال ضد المملكة، حيث نجد جنوداً متخصصين في النيل من الاقتصاد وتشكيك المواطن وإثارة مخاوفه، وجنوداً متخصصين في السياسة، وجنوداً متخصصين في حقوق المرأة، وجنوداً متخصصين في محاربة الوطنيين من كُتّاب وإعلاميين للنيل منهم بهدف إفقادهم المصداقية عند الناس، وكل هذه الجيوش الإلكترونية تعمل وفق أجندات في مجالات محددة ومرسومة لها، ومن الملاحظ أنها تعمل في وقت واحد لترويج فكرة وتحقيق هدف أو أهداف محددة، من خلال التغريدات والهاشتاقات التي تصل إلى «ترند» ولا تتوانى عن استخدام رسائل الواتس أب الفردية أو ضمن المجموعات!
لا يُمكن لنا أن نشك يا معالي الوزير بأن المملكة مستهدفة، ومستهدفة من عدة جهات وليس جهة واحدة، وإن كنّا سنرد عليهم فنحن أبلغناهم مرادهم ومنحناهم الشعور بالانتصار، فالرد عليهم وحده تشريف لهم، وتحقيق لواحد من أهدافهم.
المواطن السعودي يملك درجة عالية من الوعي تؤهله لفهم هذه المؤامرات، وتمحيص الحق من الباطل، وإن كان -بعضهم- يذهب وينساق خلف مثل هؤلاء، أو يروج لشائعات مغرضة -دون قصد- فهو بسبب أن الأعداء يستخدمون -بعض- الجنود من بني جلدتنا، لذا من واجبنا كإعلام أن نعمل على توعية الناس سواء عبر مقالاتنا أو حتى عبر التغريدات في تويتر، وكنت أتمنى من معالي الوزير لو أنه ربط حلفه وقسمه بعدم ضلوع شركة ماكينزي برؤية 2030 أن أتم حديثه بتوضيح من يعمل خلف هذ الشائعات وما هي أهدافه، طالما أنه قام بالرد والتوضيح، لأن تصاريح الوزير مسموعة ولها رواج كبير بين الناس، وهو كذلك مسؤول مثلنا عن توعية المجتمع بأصحاب المؤامرات.
المواطن السعودي يدرك جيداً أهداف الرؤية، ويعلم كيف بدأت فكرتها، وكيف كانت آلية عمل خروجها إلى العلن، لأن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كان واضحاً وصريحاً عند إعلانها، كما أن كثيراً من الجهات الحكومية والخاصة كانت تعمل بقدر عال من المسؤولية لتوضيح الرؤية وأهدافها، وها هي لم تتأخر، بدأنا نجني ثمارها بعد وقت قصير من انطلاقتها، وما قرار تمكين المرأة دون ولي إلا واحد من ثمار هذه الرؤية.
ما أود قوله، أن الرد على من يحاول التشكيك ويحيق المكر بهذا الوطن، ليس مهماً دائماً لأن تجاهلهم في معظم الأحيان هو أبلغ رد!