د. محمد عبدالله العوين
تجري أثناء كتابة هذا المقال عملية أمنية دقيقة في القطيف ذات شقين؛ الشق الأول هدم حي «المسورة» القديم الذي يتخذ منه الإرهابيون ملجأ لهم، والثاني اقتناص ذكي محكم لرؤوس إرهابيين ارتكبوا جرائم القتل والاختطاف والنهب والسرقة وتخريب المنشآت العامة.
وقد تواترت الأنباء عبر وسائط التواصل الاجتماعي بتحقيق نجاحات أمنية رائعة - ولله الحمد - بفضل الله أولاً ثم ببسالة جنود الوطن المخلصين، وتعاون العقلاء من أبناء القطيف مع رجال الأمن وفرح بعضهم بالقضاء على الفئة الإرهابية الخائنة التي عكرت صفو أمن المنطقة وأثارت الرعب وسعت إلى تعطيل الحياة وتوقيف أعمال بعض المنتسبين إلى الوظائف في الشركات والدوائر الحكومية.
ويتبين من خلال تعدد أشكال أعمال التخريب التي يرتكبها الخونة في القطيف أن أهدافهم تسعى إلى رسم صورة الرعب في كل مكان من مدن وقرى المنطقة الشرقية؛ لا القطيف فحسب؛ فقد تعدى إجرامهم محيط القطيف إلى الدمام ورأس تنورة وغيرهما، وتوسيع دائرة الاعتداء والخطف والسرقة والنهب وقطع الطريق خارج المحيط الضيق في القطيف يرمي إلى أن يشعر المواطنون أن الدولة - بحسب وهم الإرهابيين - غير قادرة على السيطرة الأمنية.
ويتذكر المواطنون كيف أن الخونة الإرهابيين كرروا صور الاعتداءات على مصالح الوطن والمواطنين لزرع الرعب؛ فقد وأقفوا حافلة نقل الموظفين إلى شركة أرامكو وحاولوا احتجازهم، واعتدوا على سيارة نقل أموال أحد البنوك، وأحرقوا صرافاً تجارياً، واعتدوا على محطة بنزين، وألقوا قنابل مولوتوف على مركز أمني، واختطفوا القاضي محمد عبد الله الجيراني قاضي دائرة الأوقاف بالقطيف، واعتدوا وخربوا استراحة مواطن ووثقوا تخريبهم بالفيديو ونشروا ذلك متعمدين لإثارة الخوف بين الناس، وكان من آخر ما ارتكبوه من إجرام اعتداؤهم على رجلي أمن من دوريات المرور؛ فأصيب أحدهما واستشهد الآخر بعد أن تم اختطافه وتعذيبه بصورة وحشية وهو الرقيب هاشم الزهراني - رحمه الله - وتعمدوا تصوير ما اقترفوه من تعذيب وحشي وتمثيل بجثة الزهراني في تشابه تام بين إجرام داعش وإجرام هؤلاء الخونة، وكلهم ينتمون إلى مصدر وموجه وأهداف واحدة.
لا هوادة بعد اليوم، ولا رأفة ولا رحمة بهؤلاء!
السيف في اليد ورقابهم المنتنة الخائنة لمثل هذا السيف قد خلقت!
لا هوادة ولا رحمة بمن يخون الوطن!
من اصطادته رصاصة الأمن الباسلة فإلى جهنم مصيره، ومن قبض عليه منهم فإن من حق الوطن والمواطنين أن تعلق رؤوسهم على أعواد المشانق في ميادين عامة؛ ليكون مصيرهم عبرة وعظة لغيرهم من الخونة.
ليس للخيانة إلا تعريف واحد، وليس لها أيضاً إلا عقوبة واحدة!
من يضع يده في يد عدو الوطن لا يمكن أن يتشرف الوطن بانتمائه إليه، وتطهير المنطقة منه بداية حالات الشفاء من الطابور الخامس، وهؤلاء المندسون بيننا من الخونة أشد خصومة لنا وأقدر على إيقاع الأذى بنا من الأعداء البعيدين الظاهرين.
ولعل الحملة الأمنية المظفرة التي تجري الآن ترسل رسالة إلى من بقي منهم متخفياً ألا مكان له بيننا؛ فإما التوبة أو الرحيل إلى إيران التي يتعبد بها أو الموت المحتم العاجل غير الآجل.
لا يمكن أن تستمر الحالة الأمنية في القطيف مرتبكة إلى ما لا نهاية، لقد حسمت وزارة الداخلية - أعانها الله - أمرها وأوصدت باب المناشدات ومنح المهل وإطالة الصبر، فلم يعد للصبر محل وقد استمرأ هؤلاء البغاة طريق الشر والإثم، وظنوا أنه غير مقدور على كف شرهم وأذاهم.
أما الصامتون الذين لا ينطقون ببنت شفة، وبخاصة من الكتاب الذين يتشدقون بالدعوة إلى التعايش ونبذ الطائفية ونحو ذلك من العبارات المعسولة المغشوشة الكاذبة؛ فقد تبين أنهم يتألمون ويعزون الحوثيين حين ينفق أحد كلابهم - وقد فعل هذا أحدهم في تغريدة - بينما هم صم بكم عمي عن شهداء الوطن من رجال الأمن الذين يقتلون على يد أبناء طائفتهم في القطيف!
الأبكم الأخرس الصامت عن إدانة إرهابيي القطيف وكشفهم مشارك في الخيانة.