أصدرت شرطة منطقة الرياض مساء أمس بيانا صحفيا قالت فيه «ان ما يناط بشرطة المنطقة والأجهزة الأمنية المساندة لها من مهام في محيط الملاعب والصالات الرياضية أو داخلها من خلال الإسهام في المناسبات الرياضية المختلفة ( من ذلك مباريات كرة القدم )، هو تكليف تتشرف الأجهزة الأمنية بمباشرته، ومن تلك المناسبات المباراة المقامة بين ناديي النصر والهلال بتاريخ 8 / 8 / 1438 على استاد الملك فهد الدولي، بدءاً من عملية تسهيل الوصول للاستاد مروراً بتنظيم المواقف وتأمينها وتوجيه الجماهير نحو البوابات المخصصة بعد تفتيشهم وتنظيم جلوسهم، ومراقبة أي تصرفات خارجة عن الروح الرياضية، ويستمر ذلك الجهد حتى نهاية المباراة بعد خروج طاقم التحكيم واللاعبين وانصراف الجمهور ومتابعة الحركة المرورية في محيط الموقع، فضلاً عن تأمين ومرافقة الطواقم الفنية والإدارية وصولاً لمقار الأندية، كما تشمل تلك التغطية أنحاء المدينة والمحافظات التابعة لها لمنع أي تجاوزات.
يأتي ذلك كله ضمن خطط مدروسة معدة سلفاً مبنية على خبرات وتجارب سابقة، وحيث ان شرطة المنطقة لم تكن ترغب الدخول في مهاترات إعلامية مع أي طرف كان ، إلا أن ما صدر عن نادي النصر من بيان بتاريخ 12 / 8 / 1438 تعرض خلاله للأجهزة الأمنية الأمر الذي يستدعي إيضاح الحقائق التالية:
أولاً - عملت الأجهزة الأمنية المشاركة على تنفيذ الخطة الأمنية في محيط الملعب ومداخله ومخارجه المعدة سلفاً والمجازة مسبقاً من قبل مقام إمارة منطقة الرياض.
ثانيا - استشعاراً منها لأهمية المناسبة فقد تم العمل على انتشار الأجهزة المكلفة بالمهمة في تمام الساعة 12.30 ظهراً من يوم المباراة ومتابعة وجود الجماهير في محيط الملعب وتنظيم دخولهم بدءاً من الساعة 3.15 عصراً، حيث لوحظ كثافة دخول الجماهير المؤازرة لنادي الهلال كما هو متوقع من خلال متابعة الموقف وترتيب الفريقين في سلم الدوري، فضلاً عن كون تلك المناسبة تتويجاً لأحدهما، وخضعت عملية دخول الجماهير لرصد دقيق موثق بالفيديو، ولم يسجل حتى تمام 6.30 مساء أي وجود ملحوظ لجماهير نادي النصر ( حيث لا يتعدى عددهم العشرات ) أو رابطة مشجعي النادي التي تتواجد عادة بعد صلاة العصر مباشرة.
ومع امتلاء جميع المقاعد المخصصة لجمهور نادي الهلال في وقت قياسي بعد دخولهم بكل انسيابية، ووجود حوالي ثلاثين ألف مشجع في محيط الملعب وامتلاء الساحات الخارجية والمعابر المؤدية للمدرجات بهم، مطالبين تمكينهم من الدخول للنصف الآخر الشاغر من الملعب تزامن ذلك مع تأمين الخدمات الاسعافية من قبل فرق هيئة الهلال الأحمر المشاركة في المهمة لعدد 43 حالة ( إعياء / ضيق تنفس / ارتفاع الضغط / انخفاض السكر / انزلاق ) تواجدوا خارج بوابات الدخول.
ثالثا - خشية من اتخاذ إجراءات قد تتسبب في تدافع الجماهير ما قد يؤدي - لا سمح الله - إلى وقوع ما لا تحمد عقباه من حالات سقوط ونحوها، فقد تم عقد اجتماع مشترك عاجل في استاد الملك فهد الدولي حضره مدير عام الاستاد ومدير التشغيل والفعاليات ومندوب عن شركة صلة الرياضية وقائد قوة المهمات والواجبات الخاصة بشرطة منطقة الرياض ، دُرست فيه المخاطر المحتملة التي يخشى وقوعها ، وتم إعداد محضر مشترك في حينه اتُفق فيه على نقل الحضور القليل من جمهور نادي النصر من الدرجة الموحدة إلى منطقة مجاورة للمنصة ( الدرجة الممتازة )، دون تحملهم فرق ثمن التذكرة نظرا لشغورها بالكامل ، وتوجيه الراغبين من جماهير نادي الهلال من الدخول للمدرجات الشمالية والشرقية وقد تم ذلك بكل انسيابية، وبلغ عدد الحضور المعلن 59154 مشجعاً بما يوازي كامل الطاقة الاستيعابية للملعب بعد اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية اللازمة، علماً بأن عدد الحضور من جمهور نادي النصر لا يتجاوز 200 مشجع بأي حال من الأحوال.
رابعا - تؤكد شرطة منطقة الرياض أنها والأجهزة المساندة لها تقف على مسافة واحدة من الجميع ، وتحذر الغير وبأشد العبارات من أي مساس أو تجاوز تجاه الأجهزة الأمنية، مؤكدة ان العمل جارٍ على رصد كل ما صدر أو يصدر من أحاديث تلفزيونية أو تغريدات، وسوف يتم العمل على إحالة المخالف للجهات المختصة لتطبيق نظام الجرائم المعلوماتية بحقه،
مع التذكير لكل من ينسى أو يتناسى ما حدث إبان تتويج فريق نادي النصر بالدوري عام 2014 م الذي كان مقرراً ان يكون أمام فريق نادي التعاون في مدينة بريدة بمنطقة القصيم ، والاعتذار عن تنظيمها لسبب أو لآخر ، واشترط في حينه لنقل المباراة والتتويج لمدينة الرياض موافقة الأجهزة الأمنية.
وأمام ما يمليه الواجب وانطلاقاً من مبدأ المساواة بين الجميع فقد تمت الموافقة على إقامة المباراة وحفل التتويج بمدينة الرياض والذي خرج بتوفيق من الله بالصورة المُثلى.
ختاماً لعل لمسيّري النادي عذرهم فيما طُرح في البيان وما احتواه من افتراءات لعدم حضورهم على أرض الاستاد ، والحال كذلك من باب أولى لجمهور النادي الذي لم يحضر هذه المباراة أو المباراة السابقة أمام نادي الشباب، حيث لم يتجاوز عدد الحضور المعلن من الناديين 1458 مشجعاً، ومن المؤكد ان فطنة المتلقي كفيلة بمعرفة دواعي صدور ذلك البيان، مؤكدين الاستمرار على نهج المساواة بين الجميع والعمل الدؤوب للحفاظ على النظام العام وتأمين سلامة الأرواح والممتلكات - والله من وراء القصد.